فِي رِحَابِ سَيِّدَةِ اَللُّغَاتِ (العربية وجريدة الفتح اليوم)

منوعات
طبوغرافي

 

أ.د / عبد الله أحمد جاد عبد الكريم 

أستاذ اللغة العربية بجامعة جازان

إنَّ سُموَّ الغاياتِ يُوجبُ على الفطن من الناس الاستعانة بالوسائل السامية والهمم المتفانية؛ لنبلغ القمم العالية، وتحقيق هذه الغايات، وسيدة اللغات اللغة العربية التي لا ينكر عاقل أهميتها ومكانتها وشرفها وشرف الانتساب إليها، وقيمة تعلمها ونشرها وتعليمها، والذَّود عنها؛ فهي لغة القرآن الكريم، لغة الصلاة لعباد الله المتقين،

وأيُّ كاتب فطن يرغبُ دائمًا أن يُودع أفكاره وينشرها عبر وسائل إعلامية أمينة نزيهة مهنية؛ لا تتبع الأهواء العشوائية ولا التيارات السياسية، ولا تتحيَّزُ لفكر حزبي أو طائفي أو مذهبي يُضيِّقُ واسعًا، ويغمط الحقَّ في كثير من الأحيان، أو يوجه لخدمة أغراضٍ فئوية ضيقة قاصرةٍ، ناهيك عمَّا في ذلك من إهدار للطاقات والجهود والمقدرات بما لا يعود بالنفع والفائدة على مجتمعنا الكريم.


وأشهدُ أنَّني قد وجدت ضالتي من خلال متابعة جريدة الفتح الجديد وقناة الفتح؛ فوجدتهم – فيما يتعلَّقُ بتخصُّصي العلمي الدقيق - يحثُّون على تبسيط العربية؛ نطقًا وكتابة، وتقريبها لأذهان العامة والخاصة، ويحرصون كل الحرص على البعد عن التعقيد والتقعر اللغوي وتبنِّي الآراء الضعيفة أو الشاذة، كما يلحظ كُلُّ مُتابعِ بكلِّ جلاءٍ؛ أنَّهم يتبنُّون منهج الوسطيَّةِ والسُّهولةِ والوضُوحِ في كُلِّ ما يرد من آراء علمية فيما ينشر أو يُذاع؛ مدعومًا بآراء العلماء الثقات وإجماعهم في الشَّأنِ المراد الكتابة عنه أو الإعلام عنه.


وأشهدُ أنَّنا لم نُوجَّه يومًا من إدارة التحرير لنسلك سبيلاً مُعينًا أو لننصر رأيًا أو أيدلوجيَّةً أو مذهبًا أو تيارًا دون غيره، أو تبني أفكار دون غيرها؛ بل همُّنا الأسمى هو تبسيط العربية والمساعدة في نشرها وجذب أفئدة المتكلمين بها وألسنتهم وعقولهم، وتنقيتها من الشَّوائبِ والتَّقعُّرِ والتَّعقيدِ والجفاف الذي قد يشعر به بعض الدارسين أو المُتحدِّثين بها، فوجدت فيها منبرًا مناسبًا ووسيلة فاعلة، ومن هنا جاءت فكرة سلسلة مقالاتي التي عنوت لها بــــ(في رحاب سيدة اللغات) التي أشكر إدارة جريدة الفتح الجديد المصرية؛ لأنها وافقت مشكورة على نشرها، وقدَّمت لها الدعم اللازم في سبيل نشرها وتوصيلها للقارئ الكريم.


وبفضل الله تعالى لاقت هذه السلسلة قبولاً طيبًا مباركًا لدى كثير من القُرَّاءِ والمُتابعين لجريدة الفتح الجديد وقناتها التلفزيونية، وكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي؛ ممَّا ساعد كثيرًا في تحقيق أهداف هذه السلسلة اللغوية التي تتعلق بسيدة اللغات اللغة العربية، وشجعنا وإدارة جريدة الفتح الجديد على الاستمرار في هذا النهج الوسطي المحايد المُستنير، وأغتنم هذه الفرصة السانحة الطيبة لأتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير للقرَّاء الكرام والمتابعين الفضلاء، سائلاً الله تعالى أن نقدم لهم كل ما ينفع ويفيد.


إنَّ لغتنا العربية لغة القرآن الكريم رمز هويتنا ومناط عزتنا وفخرنا بحاجة ماسة لمضاعفة الجهود المبذولة المخلصة؛ سواء من الكتاب في جريدة الفتح الجديد وغيرها ممَّن يؤمنون بضرورة العمل على نهوض الأمة والعمل على نشر الفكر الوسطي المُستنير في كُلِّ العلوم والميادين والتخصصات، فمجتمعنا يحتاجُ ويستحقُّ منَّا بذل الغالي والنفيس في سبيل إصلاحه وتطويره والارتقاء به، والعمل على توحيد جهوده وصفِّه، والاستفادة من كل طاقاته ومقدراته؛ في سبيل خلق حاضر أفضل، ومستقبل زاهر مشرق لجميع أفراده ومكوناته، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل، وهو الموفق والمستعان.