أظهرت صور عدد من لاعبي أولمبياد دي جانيرو 2016 وجود آثار الحجامة الإسلامية على أجسادهم، من بينهم السباح الأمريكي مايكل فيليبس، وكان من بين أكثر اللاعبين ظهورا لهذه العلامات الغامضة على أجسادهم، فرق السباحة والجمباز الأمريكية.
وتعتبر الحجامة شكلا من أشكال العلاج بالوخز وإخراج الدم الفاسد من الجسد وهي سنة نبوية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن أهم فوائدها أنها تعمل على شفط الجلد لأعلى عن طريق تعزيز تدفق الدم على نحو يترك أثرا في شكل بقع حمراء تدوم ثلاثة أو أربعة أيام.
يقول الشيخ جمال التهامي ( معالج بالحجامة ) الحجامة طريقة أخذت من السنّة النبوية الشريفة، واستخدمها العربكثيرا من القديم وحثّنا عليها الرسول عليه السلام، وتستخدم الحجامة إلى يومنا هذا لما فيها من فوائد صحيّة ووقائيّة للجسم من جميع الأمراض ومعالجة المشاكل النفسيّة والجسديّة أيضاً، والحجامة هي عمليّة علاجيّة يتمّ من خلالها استعمال الكاسات الزجاجيّة الّتي تقوم بمصّ الدم الفاسد وغير المفيد للجسم، والدم الّذي يخرج هو كريات الدم الحمراء الهرمة والشوائب الدمويّة الموجودة في دمِ الإنسان.
ومن أشهر من استخدموا الحجامة في دورة الألعاب الاولمبية "أليكس نادور" مع عدد من لاعبي الجمباز الأمريكيين وقد صرحوا بأنهم يلجأون إلى هذه الطريقة لتخفيف الآلام والمساعدة في علاج الإجهاد البدني الناتج عن التدريب المستمر والمشاركة في المنافسات.
كما يستعين المتنافسون بطرق علاجية كثيرة من بينها التدليك الرياضي والسونا وحمامات الثلج والملابس الضاغطة، غير أن لاعب الجمباز الأمريكي، أليكس نادور، في تصريح له سابق لصحيفة "يو إس إيه توداي" إن الحجامة "أفضل من جميع الطرق الأخرى التي أنفق عليها الأموال". وأضاف : "هذا هو سر احتفاظي بنشاطي الصحي هذا العام، وقال إنها طريقة حفظته من "الآم كثيرة".وقال كريس بروكس، لاعب المنتخب الأمريكي للجمباز إن الكثير من لاعبي الفريق بدأوا يمارسون الحجامة "بأنفسهم" باستخدام كؤوس تقوم بعملية الشفط عن طريق مضخة بدلا من الاستعانة بلهب. ويصرح العديد من المعالجين بالحجامة أنها تساعد في تخفيف مجموعة كبيرة من الأمراض مثل الآم العضلات وتخفيف الآلام والتهاب المفاصل والأرق ومشاكل الخصوبة والسليوليت.
وقال لونغ، أحد المعالجين بالحجامة على مدار 20 عاما، إن الفكرة تكمن في المساعدة في عملية تدفق الطاقة، التي تعرف في الطب التقليدي الصيني باسم "تشي"، في جميع أنحاء الجسم وتحقيق التوازن من جديد. وكلما كانت آثار الحجامة داكنة، دل ذلك على قصور الدورة الدموية في هذا الجزء من الجسم، وقال إدزارد إرنتس، من قسم الطب التكميلي بجامعة إكستر، إنه على الرغم من "رضاء عدد كبير من الزبائن على مدار 3000 عام، إلا أنه لا يوجد دليل على أنها (الحجامة) علاج طبي". وأكد أن ممارستها آمنة إلى حد ما، لكنه أضاف : "لا يوجد دليل على فعاليتها، ولم تخضع لتجارب سريرية".وكان للممثلة الأمريكية "جوينيث بالترو" نصيب حينما ظهرت في فيلم سينمائي عام 2004 وعلى ظهرها آثار حجامة.. كما أظهرت صور لجوستين بيبر وفكتوريا بيكهام وجينفر أنيستون آثارا تشبه الحجامة أيضا.
ويذكر المركز البريطاني للعلاج بالوخز إن الحجامة ليست مؤلمة، وتنتج تلك الآثار الحمراء على الجلد بسبب تدفق الدم نحو السطح وتمزق الشعيرات الدموية الدقيقة.
من ناحية أخرى ظهر السباح مايكل فيليبس في تصوير ترويجي حديث يمارس الحجامة، كما نشر العديد من اللاعبين في الأولمبياد صورا على مواقع التوصل الاجتماعي لجلسات حجامة تبدو مؤلمة.
ونشرت السباحة الأمريكية نتالي كوغلين صورة لكؤوس تشفط الجلد على صدرها كما نشر السباح البيلاروسي بافيل سانكوفيتش صورة لساقيه تغطيها قباب كؤوس الحجامة.
ولعل للحجامة جذورا تاريخية قبل ظهور الإسلام حيث ظهرت الحجامة في الصين قبل نحو ثلاثة الآف عام، حسبما يقول لونغ، لكنها حظيت بشعبية في مصر والشرق الأوسط وفي شتى أرجاء العالم. وأضاف لونغ أنه قبل استخدام الكؤوس الزجاجية، كانت تستخدم كؤوسا مصنوعة من الخيزران وتحدث نفس التأثير، وكان يطلق علي هذه الطريقة في الصين اسم "حجامة النار" وأصبحت شائعة في الصين بالنسبة للأجيال القديمة.
كما توجد طريقة أخرى تعرف باسم "الحجامة الرطبة" والتي تمارس في الصين وفي بعض المناطق في الدول الإسلامية.
وتشمل هذه الطريقة إحداث قطع صغير في الجلد قبل وضع الكأس، ومن ثم يحدث شفط للجلد مع خروج كمية صغيرة من الدم. ويقول لونغ إن كثير من الناس في الدول الغربية "يصعب عليهم قبول الفكرة"، لكنه يستدرك موضحا أنها تعد في الطب الصيني طريقة لاستخراج السموم من الجسم وهي شائعة هناك.
لاعبو أولمبياد ريدو جانيرو يستعينون بالحجامة الإسلامية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة