تقرير: صبري موافي
نهاد شوقيعبر مواطنون عن غضبهم من الزيادات المتتالية في أسعار السلع الضرورية، مما دفع البعض للاستغناء عن كثير من المشتريات الثانوية لتوفير الحاجات الأساسية، ودفع البعض الآخر إلى الاقتراض حتى يلبي متطلبات أسرته
وكان لجريدة الفتح اليوم هذا اللقاء بعدد من المواطنين الذين يعيشون في قلب هذه الأحداث، وكانت لهم وجهات نظر متباينة حول هذا الموضوع، وقد طرح البعض منهم آراء لحل هذه المشكلة.
يقول الشيخ . محمود رمضان قرني – محفظ قرآن كريم – من بني سويف: إن غلاء الأسعار قد أثر تأثيرا قويا على الأسرة ، موضحاً أن الدخل المتوسط لا يسد مطلقا احتياجات الأسرة ذات 3 أفراد ، وأن السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو استغلال التجار، وعدم الرقابة الكافية عليهم من الجهات المختصة.
أما هاني رمضان أبو الوفا من نجع حمادي أن موجه الغلاء الأخيرة أجبرت الأسر علي تدبير أمورها واللجوء للاستغناء عن الكماليات ، وامتنعت عن شراء بعض الأشياء كالفاكهة والحلوى، كما توافقه الرأي إيمان حمدي – 19 سنة من أكتوبر طالبة جامعية – التي قالت: إن غلاء الأسعار بالنسبة للأسرة الفقيرة يعد أمرا لا يحتمل لأن مصاريف التعليم وأجر المواصلات وأسعار السلع كل يوم في ازدياد مستمر مما أثر على التعليم والغذاء تأثيرا سلبيا، بسبب الاستغناء عن احتياجات مهمة كثيرة، وتابعت: وللخروج من هذه الأزمة يجب على الأسر أن تستغني عن بعض الكماليات غير المهمة، وتدخر المال للمستقبل من أجل تعليم الأبناء ورعايتهم الصحية.
أما عبد الفتاح محمد – تاجر خضر وفاكهة من سوهاج – فيقول: إن غلاء الأسعار جعل إقبال الناس على شراء السلع أقل من الأول بكثير، وهذا جعل دخلي أقل بكثير، وقد يتبقى عندي كميات كبيرة من الفاكهة لمدة أيام حتى تفسد ولا أستطيع حتى تحصيل ثمنها الأصلي، ويجب على الحكومة زيادة دخل المواطنين، وتوفير فرص العمل للشباب بدعم المشروعات الصغيرة.
يؤكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن عدم الاستقرار المادي له أثار سلبية على الحالة النفسية للمواطن، فهو يؤدي إلى عدم استقرار أسري، وبالتالي يعيش الفرد داخل دوامة التفكير والعجز في إيجاد حلول تتناسب مع دخله المادي مما يؤؤدي إلى اصابته باكتئاب مُزمن ووقوع فوضى في المجتمع نتيجة التفكير التشاؤمي.
وأوضح أن عدم الاستقرار الأسري سيؤثر على الاستقرار الوظيفي؛ نتيجة حالة الإحباط والتوتر المستمر والتفكير في أعباء الحياة التي أصبحت شىء روتيني وفرض على الجميع،
مما يؤدي إلى عطلة عجلة الإنتاج. وبسؤاله عن الآليات التي لابد أن تتخذها الحكومة لامتصاص غضب المواطنين والخروج من الأزمة، قال "هاني"، إن الحل الوحيد حاليًا للسيطرة على الموقف هو تخفيف العبء عن المواطن بخفض أسعار السلع، لأن ما يشغل المواطن يوميًا هو قوت يومه لأنها غريزة لابد من اشباعها، معلقًا: " الأكل حاجة بسيطة وهترضي الناس.. بدلا من الضغط اللي بيعيشه مع كل واجبة".
على صعيد آخر أكدت الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن القرارات الأخيرة للحكومة جاءت كنوع من الاستقرار النفسي، مشيرة إلى أن الإعلان عن الخطوات له تأثير إيجابيي، إنما ما قبل القرارات كان هناك شىء من الضبابية في الأمور أدى إلى عدم استقرار واستغلال البعض لها لحدوث فوضى في البلاد.