حوار: أحمد الجعبري
مدرسة المتفوقين في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا أمل مصر الحقيقي في مستقبل باهر ومضيء وبناء جيل من الكوادر العلمية المتميزة التي تنطلق إلي كافة المراكز العلمية والجامعات المتخصصة. لا يدخل إليها إلا نخبة المتميزين والعباقرة من تلاميذ المرحلة الإعدادية ولن يخرجوا منها إلا لصفوة الجامعات العالمية - باحثين ومفكرين ومبدعين. وهى مدارس ذات مناهج خاصة بها، تهدف إلى العناية بالمتفوقين في العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا وتنمية قدراتهم، وتعظيم دور العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوحيا في التعليم المصري، فهي بحق مشروع مصر القومي.
وقد كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ محمود الفولي: مدير عام الإدارة التعليمية ببولاق والمدير الأسبق لمدرسة المتفوقين بالقرية الكونية بمدينة السادس من أكتوبر، والذي يمثل إحدى كفاءات مصر التربوية النادرة وإحدى علامات وزارة التربية والتعليم.
-كيف تقيم آداء الوزارة في رعاية الشباب والمتفوقين أو الموهوبين منهم؟
بشكل عام أداء الوزارة جيد ومتميز في الرعاية ويكفيها أنها أنشأت بكل مديرية إدارة ليس لها عمل إلا اكتشاف الموهوبين وتقديم كافة أنواع الدعم لهم. ونحن نقوم بدورنا جيدا ونعيه وعيا تاما فنقوم بدور الأب في اكتشاف الموهبة من التلميذ أثناء تواجده بالمدرسة ونقوم بتحديدها وإزكائها والعمل على تطورها ونضوجها، ولدينا أمثلة ونماذج عديدة تخرجت من بين يدينا مثل الطالب "يوسف محمد فاضل" والذي نضجت موهبته لدينا وأصبح من أفضل الباحثين ونال المركز الأول على أفريقيا بعدما قدم العديد من الاختراعات المهمة مثل: الأجهزة التعويضية للأطراف المبتورة، وتصميم جهاز تنقية الهواء، وتصيمم جهاز إنذار ضد الحريق. وهذا دورنا في اكتشاف الموهبة ثم وضعها على الطريق الصحيح اعتمادا على أحدث طرق البحث العلمي.
ولدينا طالب بمدرسة المتفوقين أيضا استطاع أن يصمم طائرة بدون طيار، وقد كرمه السيد "عبد الفتاح السيسي" رئيس الجمهورية وألحقه بالكلية الفنية العسكرية تكريما له وهو أول مدني يلتحق بكلية عسكرية.
-أين تتواجد مدرسة المتفوقين في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا بأنحاء الجمهوية وما شروط الالتحاق بها؟
تتواجد في 9 محافظات: الإسكندرية، الدقهلية، أسيوط، كفر الشيخ، الإسماعيلية، البحر الأحمر، الأقصر، بالإضافة إلى مدرسة للبنات "كارفور المعادي" وأخرى "زهراء المعادي" للبنين، ومدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة .
وشروط الالتحاق بها هي أن يكون الطالب من الناجحين في شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي من نفس العام، وألا يقل مجموع درجات الطالب في امتحان شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي عن 97% من المجموع الكلي للدرجات، وأن يكون الطالب حاصلا على الدرجات النهائية في مواد (اللغة الإنجليزية ـ الرياضيات ـ العلوم)، وأن يجتاز الطالب اختبارات ( (STEAM وهي اختبارات التفكير الإبداعي النوعي في العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، مع اختبارات مستوى الذكاء، وأن يجتاز الطالب المقابلة الشخصية.
ما الفارق بين مدارس المتفوقين في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا وباقي المدارس العامة؟
مدارس المتفوقين لها مناهج خاصة، ولها تنسيق خاص بها عند الالتحاق بالجامعة، وتقوم بتطبيق مناهج وطرق تدريس مختلفة تعتمد على الطرق الاستقصائية والمدخل التكاملي والمنظومي في التدريس، وإكساب وتنمية ميول ومهارات الطلاب وخاصة في العلوم والرياضيات، وتهدف لتحقيق التكامل بين منهج العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة، بما يهدف إلى إعداد طالب لديه القدرة على التصميم والإبداع والتفكير الناقد، وبناء قاعدة علمية متميزة ومؤهلة للبحث العلمي.
ومن ناحية اختيار أعضاء هيئة التدريس بها و الإداريين فيكون لمدة عام قابل للتجديد، بشروط خاصة مثل أن يكون المعلم ممن سبق له السفر بالخارج في بعثات تعليمية، ومن الحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه ومن العاملين في الوزارة أو الجامعات المصرية. كما أن الفصل لا يزيد عدد طلابه عن 25 طالبا.
-إلى من يعود الفضل في فكرة إنشاء هذه النوعية من المدارس، ولم لا تكون متاحة في كل المحافظات لاستيعاب قدر أكبر من الملتحقين بها؟
الفضل يعود إلى معالي الوزير أ.د أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم عام 2011 فهو صاحب الفكرة، ومن تحمل عناءها وخاصة أنها كانت مواتية لأحداث ثورة 25 يناير، وهناك مخطط بإنشاء مدرسة بكل محافظة كما أعلن الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم منذ شهور قريبة، بأنه سيتم إنشاء مدارس للمتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا بكل المحافظات من خلال الاتفاقية التي عقدت مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
-من أشهر خريجي المدرسة وكيف تم التعامل معهم ودعمهم بعد التخرج؟
كل خريجي مدرسة المتفوقين من أعظم العقول المصرية الباحثة والمستنيرة، ونتعامل معهم بعد التخرج بتوفير المنح الدراسية لهم بالجامعات العالمية مثل الجامعات الأمريكية والبريطانية والألمانية والإيطالية. والحمد لله تعالى هنا داخل مصر تقدم لهم العروض للدفعة كاملة من الجامعات الاجنبية مثل الجامعة البريطانية والتي طلبت قبول كل الدفعات المتخرجة من المدرسة لدينا. ولدينا أسماء عديدة بالفعل التحقت بالجامعات الخارجية وهم فخر لمصر كلها.
ولدينا أسماء رفعت اسم مصر بالخارج مثل محمد أيمن المسيري، عبد الرحمن مهينا، محمد الشرنوبي والذي حصل علي الميدالية البرونزية في التصفيات العالمية لأولمبياد الفيزياء، وأحمد إيهاب جادو والحاصل علي الميدالية البرونزية في التصفيات العالمية لأولمبياد البايولوجي.. وغيرهم الكثير.
-في نهاية حوارنا الممتع نود منكم كلمة توجهها إلى كل أولياء الأمور للحفاظ على مواهب أبنائهم وأبناء مصر، وكيف يستفيدون منها؟
أتمنى من كل محب لبلده أن يعتني بابنه، وأن يهتم بتربيته وتعليمه وأن يعمل جاهدا على اكتشاف موهبته مبكرا وأن يتعاون معنا ويمد يده لنا كي نساعده ونبني مصر معا، وأن يعرف أن كل مصري لديه موهبة، ومصر اليوم في حاجة لها.
كما أوجه كلمة إلى رجال الأعمال وأطلب منهم أن يساعدونا في البحث عن المواهب المصرية المتميزة وأن يقدموا لها يد العون والمساعدة وأن يتبنوها فمصر مليئة بالعقول والمواهب ولكن تحتاج من يكتشفها، وليعلم كل منا أن قضية رعاية الموهوبين واكتشافهم هي قضية أمن وطني قومي لمستقبل مصر. والله الموفق.
حوار مع الأستاذ محمود الفولي مدير عام الإدارة التعليمية ببولاق والمدير الأسبق لمدرسة المتفوقين في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا.
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة