الشيخ إسماعيل الطنطاوي صاحب الصوت الذهبي الجميل وأحد قراء الإذاعة والتليفزيون الموهوبين يتحدث للفتح قائلا: أبي وهبني للقرآن وأوقف أحد إخوتي على خدمتي لتعلم القرآن الكريم ـ وتربيت على صوت الطبلاوي وتعلمت من الشحات أنور وصاحب الفضل هو الشيخ رزق خليل حبة ـ وحفظت القرآن مفسرا في عامين وجودته في ثمانية عشر يوما فقط ـ أقرأ بطريقة الختمة ولقبوني بصاحب القرآن الأحمر
ـ كيف بدأت مع القرآن الكريم؟
والدي رحمه الله ألحقني بالكتاب ثم بالمعهد الأزهري لكي أحقق أمنيته وأكون من أهل القرآن حتى التحقت بكلية أصول الدين بالمنصورة وطوال هذه المسيرة كانت عناية أبي بي كبيرة إذ كلف بي أخا من إخوتي للقيام على خدمتي وتذليل الصعاب أمامي في طريقي العلمي والقرآني
ـ كيف تم اكتشاف موهبتك؟
كنت دائم السماع للقرآن منذ صغري بصوت الطبلاوي وبعد انتهائي من التعليم بدأت في حفظ القرآن مرة أخرى مع قراءة التفسير فقد أحضرت ختمة كاملة للشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي وتفسير الجلالين وعكفت على حفظ القرآن بالتفسير عامين كاملين حتى حملته في قلبي وحفظته عن ظهر قلب من الخامسة والعشرين إلى السابعة والعشرين
ـ قرار غير مسار حياتك إلى الأفضل ما هو؟ ولماذا اتخذته؟
أخذت قرارا من أهم القرارات في حياتي وهو القراءة بطريقة الختمة في أي مكان وزمان أقرأ فيه فإنني أكمل ختمتي من البداية للنهاية ثم أبدأ غيرها وهكذا حتى أن بعض المستمعين قالوا لي: إننا نستمع منك إلى قرآن مفسر فأنت قارئ القرآن المفسر والمقصود هنا المفسر بالصوت والتأثر، وبحمد الله أقرأ بتمعن وفهم فيظهر هذا في التلاوة كأنني أشرح وأفسر أثناء التلاوة وسبب هذا القرار وقوفي مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها فأردت أن أرتقي بكل آية من القرآن الكريم.
ـ من كان قدوتك؟
تربيت على صوت الشيخ محمد محمود الطبلاوي ثم استمتعت بالشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي وفي عام 1987م دعيت للتلاوة بجانب العملاق الشيخ الشحات محمد أنور في الثانية والعشرين من عمري فاكتشفت ربانية هذا الرجل وما استمعت أذناي أفضل مما سمعت منه وحينما استمع إلي أعجبته تلاوتي فأثنى علي وقال لي: حافظ على القرآن وأوصاني بتقوى الله وقال: ليس لك عندي وصية أفضل من تقوى الله فتأثرت به تأثرا كبيرا وتابعت تلاواته وحضرت له عددا كبيرا من الحفلات والمناسبات مشاركا ومدعوا.
ـ متى وكيف جاءت فكرة التقديم للإذاعة؟
في مرة استدعاني صاحب شركة تسجيلات فوجدت بالصدفة هناك فضيلة الشيخ رزق خليل حبة ليصحح لي التلاوة فأعجب بأدائي حينما استمع لي وأوصاني ببعض النصائح فطبقتها كاملة ثم اختبرني في الحفظ فوجدني متقنا في الحفظ والحمد لله فأوصاني بالتقدم للإذاعة وبالفعل تقدمت فوجدته في لجنة الاستماع مع الشيخ محمود برانق وباقي اللجنة الموقرة ثم تنحى عن أن يوجه لي أسئلة ووجه اللجنة الموقرة لكي توجه لي الأسئلة فأجبت ببراعة وجاءت النتي
جة والحمد لله أنني الوحيد من تم قبوله ممن تم اختبارهم معي وتم اعتمادي في الإذاعة عام 1992م مبتهلا.
ـ كيف تتعامل مع تكليفات الإذاعة؟ وما رأيك في القارئ الذي يفضل الحفلات الخاصة على الإذاعة؟
لم أتخلف عن موعد واحد للإذاعة بل أحيانا أطلب للإذاعة في موعد ليس بجدولي ومع ذلك ألبي ولا أتأخر وفي مرة من المرات طلبت لتلاوة الفجر في العاشرة ليلا وقد طلبني متابع التليفزيون الأستاذ مدحت حمودة في تلك الليلة فما تأخرت وعلى كل قارئ ألا يتأخر عن طلب الإذاعة لأنها صاحبة الفضل الأول على كل من يسمع صوته من خلالها ولولا الإذاعة ما كان القارئ وليس من مصلحة القارئ عدم تلبية مواعيد الإذاعة لأنها شرف كبير.
ـ كيف ترى أثر القرآن في المجتمع حاليا؟
أغلب الناس مهتمون بسماع القرآن الكريم وكل قارئ له مستمعوه في كل مكان لكن هناك فارق بين من يقرأ لأجل الناس ومن يقرأ ليوصل لهم قيم ومبادئ القرآن الكريم وللأسف منهم يقرأ فقط ليمتع الناس ويأخذ أجره ثم يبحث عن ليلة أخرى وهكذا
هؤلاء أقول لهم إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بلغوا عني ولو آية. ما بالك إذا بلغت القرآن كاملا ولا أرضى لأي قارئ أن يقال له يوم القيامة: قرأت القرآن ليقال عنك قارئ لأنها صفة المنافقين ولا أريد أن يعرضوا لقول الله تعالى (وما لهم في الآخرة من نصيب) فقط أريدهم أن يقرأوا قرآنا يشفع لهم يوم القيامة .
ـ من هو قارئك المفضل والذي تحب الاستماع إليه حاليا وتشعر أنه يحمل رسالة القرآن؟
قلة من تجدهم مخلصون لكتاب الله ويحبون القرآن لأجل القرآن ويتخذون القرآن رسالة لهم في الحياة ومن هؤلاء الذين أحب الاستماع إليهم فضيلة الشيخ علي شميس أمد الله في عمره وبارك فيه.
ـ من من مبتهلي الإذاعة تحب الاستماع إليهم؟
مبتهلي الإذاعة المخلصين كثر ولديهم رقي وجمال الأداء ولهم أثر كبير في المجتمع كالشيخ أحمد البشتيلي والشيخ عفيفي محروس والشيخ فرحان عبد المجيد والشيخ عمر فرحان والشيخ محمد عبد الرءوف السوهاجي.
ـ الجيل الجديد من القراء كيف تراهم وما نصيحتك لهم؟
جاء بعدنا قراء أفاضل على خلق ولديهم قوة في الأداء ولهم قيمتهم بين كبار القراء منهم الشيخ حجاج الهنداوي والشيخ أنور الشحات وأنصح الجيل الجديد بأن يسيروا على ما سار عليه عظماء القراء من قبلهم فما عرفتهم الدنيا إلا بقرآنهم الخالص لوجه الله تعالى.
ـ كنت سفيرا للقرآن خارج مصر . أين كانت وجهتك؟
وجهت لي الدعوة الأولى من إيران عام 2003م ثم دعيت من باكستان عام 2004م ومثلت مصر تمثيلا مشرفا .
ـ القارئ المصري الأول على مستوى العالم..ماالسر؟
الممارسة المستمرة للقراء المصريين وإتقانهم للتلاوة واللغة العربية وكم الحفلات والمناسبات والعزاءات في مصر لا توجد في أي دولة من دول العالم وقد جعلت القراء في تنافس واكتساب للخبرات والتجويد في تلاوة القرآن الكريم مع استمرار العلم والتعلم فجاء الأداء راق ومتميز .
ـ ما هو مشروعك المستقبلي ؟
أن أسجل القرآن كاملا مرتلا ومجودا ولأن الذهاب إلى ماسبيرو صعب ومرهق فقد قررت إنشاء استوديو خاص بي لكي أنجز هذه المهمة .
حوار: أحمد عبد العاطي