اشغلوا الشباب بالنافع

ملفات
طبوغرافي

حول كيفية تعامل الأهل مع أبنائهم فى الإجازات، تقول الدكتورة سناء فتح الله، أخصائية علم نفس بيولوجي، وعلم أعصاب سلوكي: إن الأطفال خلال العطلة الصيفية يحتاجون إلى نظام وإلى جدول يومى يتبعونه، وألقت باللائمة على الأهل، موضحة أن الأسرة تقع عليها مسئولية ضبط البيت، ولا يجب ترك الأمور لهم بكاملها من دون تدخل ووضع قواعد لا يلزم تجاوزها.

وقالت: فى العطلة الصيفية يصعب الإمساك بزمام أمور الأطفال، حيث يتعودون على السهر ليلًا، ومنهم من ينام على وجه الصبح، وقد اشتكى الكثير من الآباء من هذا الموضوع، وهناك من الأهل من يبدى قلقًا وتوترًا حيال هذا الأمر، وفى نظرى فإن الطفل يجب أن نضبط مواعيد نومه قبل شهر عن موعد المدرسة، بحيث يجب تخفيض ساعات السهر تدريجيًا، فإذا كان ينام الساعة الرابعة صباحًا ويصحو الساعة الثانية ليلاً، فمن المفروض النقص من الجهتين، فالحل يجب أن يتخذ تدريجياً، وإذا لم يتوافر الأهل على فهم كاف بهذه المسألة فإن الأولاد سيلتحقون بالمدارس متعبين ومرهقين جدًا، إلى جانب عدم استيعابهم للمراجعات التى تنهجها المدارس بداية السنة الدراسية.

وأوضحت أن الأسرة هى المسئولة عن ضبط الأطفال والسيطرة على تصرفاتهم طوال السنة، وليس فقط خلال العطلة الصيفية، بحيث يكون هناك تفاهم بين الأب والأم على ساعات استعمال “الأيباد أو الهاتف المحمول”، وتخصيص وقت للمشاركة والقيام بأعمال البيت، ووقت يخصص لاجتماع الأسرة؛ للنقاش واللعب والتواصل المباشر الإيجابي، والاحتكاك مع أطفال آخرين.

وأضافت «من الأخطاء الشائعة التى يسقط فيها الآباء هو تواجد تلفزيون فى كل غرفة أو إتاحة الموبايل والأيباد لكل أفراد الأسرة من دون تحديد مواعيد لذلك، وهذا بالفعل أحدث خللا فى العلاقات الاجتماعية، بحيث أصبح الكل غريبًا عن الكل، وأغلقت كل نوافذ التواصل المباشر عند بعض العائلات التى تتواجد تحت سقف واحد، وهنا لا ألوم الأطفال، بل ألوم الأهل فهم المسئولون بالدرجة الأولى، حيث هناك من الآباء من يستسهل الأمور، أو يريد التخلص من مشاكل الأطفال فيتركهم مع هذه الأجهزة».

وتابعت: «من هذا الباب أقول إنه على الآباء استدراك الأمور ومحاولة الرجوع إلى المعدل الطبعى لتطبيق القوانين بصرامة؛ ليعرف الأبناء أن الآباء جادين، بحيث يفرض نظام فى البيت، وتحدد ساعات استعمالات هذه الأجهزة، واتخاذها وسيلة للعقاب كالحرمان فى أوقات معينة من دون التراجع عن هذا القرار تحت الضغط، بحيث إذا اتفق الأب والأم على أسبوع أو ثلاثة أيام، لا يجب تراجع طرف منهم مهما كانت الظروف؛ لأن الطفل ذكى ويختبر أهله، ويبحث عن نقاط ضعفهم دائمًا ويستغلها، لهذا يجب أن تكون هناك آلية لضبط الأطفال وتعليمهم النظام فى البيت ورسم خطوط حمراء لا يجب تجاوزها».

وتؤكد د. فادية صالح، أخصائية علم نفس بيولوجي، وعلم أعصاب سلوكى أنه لا يجب حرمان الطفل من متع الحياة، لكن بحدود ومقياس. وأضافت: «يتعرض الأهل أحياناً لضغوط من طرف أبنائهم، بحيث يحاكون أصدقاءهم، ويقولون إن الجميع يملك هذه الأدوات باستثنائهم، وفى جانب آخر هناك من الأهل من يتباهون من خلال توفير الأجهزة المتطورة ووضعها بين أيدى أبنائهم، وهذا بالطبع يضر بهم إلى درجة كبيرة، وهنا يجب على أولياء الأمور أن يكونوا واعين بطريقة محاورة أبنائهم وإقناعهم بعدم الانسياق وراء هذه المغريات، وإظهار مساوئ استعمالها المتكرر، وأنه يجب أن يكونوا نموذجًا جيدًا، كما يجب أن نبنى ثقة بيننا وبين أبنائنا، بحيث إذا استعمل الأبناء هذه الأجهزة يتجنبوا المشاهد الخليعة، والتى يمكن أن تؤثر عليهم نفسياً وأخلاقياً، وهذا ليس بالأمر الهين، حيث يلزمه جهد وحوار وتفاهم، إذ أعلمهم أن يحترموا رأيى ولا يخافون مني؛ وذلك لن يتم إلا بالنقاش البسيط والعميق فى آن واحد.