أثارت أزمة هدير مكاوي جدلًا كبيرًا مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وأطلق عليها لقب الأم العزباء أو "سنجل ماذر"، بعد أن أنجبت طفلها آدم من زواج عرفي بشاب لم يعترف بها أو بطفلها، كانت بمثابة الحجر الذي ألقته في بركة راكدة، ويبدو أنها كانت محركًا مشجعًا لفتيات أخريات.
قال الدكتور وائل البنا استشارى النساء والتوليد، إن هناك مخاطر كثيرة للفتاة التى تفكر أن تكون "سينجل مازر" وهذه المخاطر هى التهابات فى أنابيب فالوب، والتهابات فى الرحم وقطع فى عنق الرحم ومضاعفات كثيرة قد تصل فى بعض الأحيان إلى الموت.
وأضاف أن "البعد الاجتماعى والدينى والثقافى مختلف بين العديد من الأفراد، ولكن البعد الطبى هو الشىء الوحيد الذى لا يختلف عليه أحد، هناك مخاطر صحية كثيرة تحدث لهذه الفتيات بسبب ارتكابهن لجريمة الزنا، لتأتى فى مقدمتها نقل العدوى والأمراض التناسلية، فغالبيتهن يخافن اللجوء للطبيب حال مواجهتهن لأى مرض أو عرض ويكون الدكتور الخاص بهن هو أسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو المنتديات والإجابات تكون من غير المختصين وهو ما يوقعهن فى مشاكل طبية لا حصر لها".
وينصح الدكتور "وائل" بأهمية عدم دفن رءوسنا فى الرمال، علينا حصر عدد الفتيات التى يموتن بسبب الإجهاض فى الأماكن غير المرخصة، وحصر آخر لعدد الأطفال الذين يلقون فى الملاجئ والشوارع للتخلص من الطفل بعد الولادة، وتأهيل هؤلاء الفتيات لمواجهة المشكلة والتغلب على خطأهن حتى لا تتكرر، ولن يتم القيام بذلك إلا بجلوس الشيوخ والأطباء ورجال القانون للفصل فى كثير من الأمور الشائكة والتى تدخل فى صحة المرأة.
ولم يمر أقل من أسبوعين على هذه الواقعة التى أثارت علامات استفهام كثيرة حتى فاجأت فتاة أخرى تدعى شريهان نور الدين، مستخدمي فيسبوك، بتدشين صفحة لها بعنوان "بشتري راجل"، وأعلنت من خلال مقطع فيديو، أنها تطلب متبرعًا بحيواناته المنوية، نظير مبلغ من المال لم تحدده حتى تصبح "سنجل ماذر" أي أم ترعى طفلًا دون زواج، على حد زعمها - لتأصل بذلك فكرة "خلط الأنساب"، وأن يكون طفلها غير معلوم الأب.
"والسنجل ماذر" أو الأم العزباء، هو مصطلح اشتهر وانتشر في الغرب طبقًا لعاداتهم وتقاليدهم الغريبة على مجتمعاتنا الشرقية تلك التي تنبثق أخلاقها وقيمها من الديانات السماوية، وهناك دول تعترف بهذا المسمى –الأم العزباء-ولكن حتى الآن يبقى هذا المصطلح صادمًا للمجتمع المصري، ويحظى متابعوه بهجوم شرس.
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن ظاهرة "السينجل مازر" أو الأم العزباء من المفاهيم الوافدة من الخارج، مؤكدا أن هذه الظاهرة مصدر خطر على المفهوم المستقر عليه للأسرة فى الشريعة الإسلامية بل فى الأديان السماوية كلها.
وأضاف "علام"، أن ظاهرة الأم العزباء "السينجل ماذر" تتم فى خارج الإطار ولا يُعرف فيها الاب، موضحا أن هذه القضية خطرة ولا ينبغى قبول هذه الأفكار الوافدة التى تؤدى الى زعزعة مفهوم الأسرة فى المجتمع.
الدكتورة سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع، تؤكد أن من يثير قضية الأم العازبة، أو الأم الحاضنة لأطفال دون زواج رسمي، هي حالات فردية لا تمثل ظاهرة اجتماعية، لا تمثل قلقًا كبيرًا. مضيفة: فلازالت غالبية البيوت المصرية تحافظ على القيم والمبادئ التي تربي عليها أبناءها.
قالت الدكتورة إلهام شاهين الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الدعوة فيها دليل علي أن صاحبتها ليس لديها معرفة بأحكام الزواج في الشريعة الإسلامية لأنها تريد الشكل القانوني للزواج ولا تريد المعني الشرعي وأن الزواج ليس مجرد عقد لعمل علاقة جنسية وإنما هو حياة مشتركة لابد أن تسودها المودة والرحمة والسكينة وتبادل المنفعة ومنها الإنجاب والإعفاف.
وأضافت أن إنجاب الأطفال في الإسلام ليس حقا لأحد الزوجين دون الآخر وذلك لأن تربية الأطفال وتحمل مسئوليتهم مشتركة بين الزوجين لذا فتفكير تلك الفتاة فيه نوع من الأنانية المطلقة والجهل بالدين فخروج طفل للحياة يستلزم مراعاة حقوقه أولا وضمان حياة آمنة وكريمة له نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وسلوكيا وليس مجرد إشباع رغبتها في الأمومة وإيجاد ونيس لوحدتها فإذا أرادت ذلك فعليها أن تتكفل برعاية طفل لقيط لتتعرف علي حجم المعاناة والعذاب والألم النفسي الذي كانت ستتسبب فيه لابنها.
يري محمد سمير مدرس أستاذ القانون الدستوري بالجامعة الأمريكية، أن هناك في القانون المصري ما يعاقب فقط على التزوير في الأوراق التي تثبت النسب، بداية من المادة 206-214، في قانون العقوبات، وهي تلك المواد الخاصة بالتزوير عمومًا.
ولفت إلى أن، فكرة خلط الأنساب وتأجير الأرحام، لا يوجد في القانون ما يعاقب على اقترافها، مؤكدًا على أن الردع القانوني لن يكون قاضيًا على تلك الأفكار ولكن المعالجة المجتمعية لهذا الخلل هي تلك التي ستعالج تلك الظواهر من جذورها.