الدعاء مخ العبادة بل إن الصلاة نفسها هي دعاء كما أن الدعاء هو آلية من آليات تطهير القلب وترقيقه وربطه دائماً بالله لذلك دعانا رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا يفتر لساننا عن ذكر الله سبحانه وتعالي والتضرع إليه.
أكد فضيلة الشيخ متولي الصعيدي إمام وخطيب الجامع الأزهر في درس العصر: أن من فضل الله علي الأمة المحمدية أن جعلها أمة وسطاً وجعلها شاهدة علي الأمم واستجاب لها الدعاء.
وقال: أن الدعاء هو العبادة بل هو مخ العبادة وتلي رسول الله صلي الله عليه وسلم : "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" وإذا كان الدعاء عبادة فمن لم يدع الله غضب عليه وهذا يستفاد من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم من لم يدع الله يعد مستكبراً وأن الإنسان عندما يتوجه بالدعاء إلي الله يكون في معية الله سبحانه وتعالي لقوله في الحديث القدسي: "أنا مع عبدي ما ذكرني ودعاني وتحركت بي شفتاه" وأضاف الشيخ الصعيدي أن معية الله تعالي يعطيها لمن اتقي وأحسن لقوله تعالي : "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" وينبغي للسملم ألا يكون مسعجلاً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لايزال المسلم بخير ما لم يستعجل وقالوا: كيف يستعجل يا رسول الله قال: يقول "دعوت الله ثم دعوت فلم يستجب لي".
وقال فضيلة الشيخ: إن الدعاء له مقامات ثلاث إما أن يستجيب الله حالاً. وإما أن يدفع الله تعالي عن صاحب الدعاء بلية أو مصيبة أو أن يدخر الله ثواب الدعوة في الآخرة وساعتها يتمني العبد إن لم يكن قد أجابه الله أبداً.. ويقول صلي الله عليه وسلم : "إن الدعاء والبلاء ليعتلجان فأيهما كان أقوي غلب الآخر.. وجاء أعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم .
فقال يا رسول الله أقريب ربنا فنناديه أم بعيد فنناجيه فنزلت الآية "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".
وأوضح الشيخ الصعيدي أن القرآن الكريم علمنا أن المسلم بصفة عامة والصائم بصفة خاصة لا ينبغي أن يفتر لسانه عن الدعاء ولعل هذا هو السر في وضع آية الدعاء وسط آيات الصيام ولعل هذا مما يستنبط من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن للصائم عند فطرة دعوة مستجابة" كما لا يتعارض القضاء والقدر مع الدعاء فموسي عليه السلام تربي في قصر فرعون وكان فرعون حريصاً علي قتل الأطفال مخافة أن يظهر النبي فكانت النتيجة أنه أسكنه معه وأطعمه من طعامه وألبسه من لباسه.