أيها المعلّم .. أين الله؟!

كلمة العدد
طبوغرافي

ياسر على نور المدير التنفيذى

لمؤسسة الفتح الفضائية

yassernour

ما الذى ينتظره المجتمع من الطالب المهمل الذي يضيع وقته طوال العام على الموبايل والنت مستغرقًا فى العالم الافتراضى؟! يخوض مسابقات وعلاقات وهمية، وتمتلئ رأسه بالتفاهات ويصبح غير مهتم باستذكار دروسه.. ثم يأتى فى لجنة الامتحان فتنهال عليه التوصيات وتُملَى عليه الإجابات فيكتب مثل الطالب المجتهد.. هذا الطالب الذى تربى على الاتكالية وأخذ كل شيء على الجاهز.. هل سينفع المجتمع؟

ولنتأمل موقف الطالب المجتهد الذي سهر وتعب: ألا يمثل ذلك صدمة له؟ لماذا يذاكر ويجيب عن الامتحانات والمراجعات ويتعب أنامله ويجهد ذهنه ويرهق عينيه وأعصابه طوال العام؟! أليست كل الإجابات ستملَى عليه دون عناء؟! وإذا كان من حقه أن يعرب عن احتجاجه وتبرمه بما يدور وقت الامتحان فلن يجد غير التهكم والسخرية ، وربما ضياع مستقبله.

والسؤال الصعب: أليس مراقب الامتحان هو المعلم الذي يغرس القيم والمبادئ فى أبنائه الطلاب؟! أليست التربية تشاطر التعليم فى الفصل الدراسي؟! كان المعلم يحب طلابه ويحكي لهم قصصًا تضيف إليهم وتبنى معالم شخصيتهم؛ كالمعلم الذي طلب من تلاميذه ذبح طائر دون أن يراهم أحد، والخال الذي درب ابن أخته سهل التستري على معية الله. وابن عمر رضي الله عنهما حينما أراد أن يختبر أمانة راعي غنم في البادية فطلب منه شراء شاة، فرد الراعى بأنه يرعاها لسيده، فقال ابن عمر: قل له أكلها الذئب. فقال الراعي: وأين الله؟!

هذه القصص وغيرها وجب على المعلم أن يكررها على مسامع أبنائه الطلاب – ولو فى حصة الاحتياطي- فيدربهم على مراقبة الله وخشيته فى السر والعلانية، وأن يكون حب الله ورسوله مقدمًا على كل حب فى حياتهم، لكنه حين غفل عن دوره فى التربية.. فقدَ احترام طلابه وتبجيلهم.

وإذا أدرك الطلاب مخاطر الغش والانتهازية والاتكالية.. كانوا أداة بناء فاعلة فى المجتمع، وأصبحوا أهلا للمسئولية فى المستقبل القريب بإذن الله.