استقبال رمضــــان

كلمة العدد
طبوغرافي

ياسر على نور

المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح الفضائية

yassernour

ليس مصادفة أن يرفع تقرير الأعمال السنوي إلى الله عز وجل قبل شهر رمضان بخمسة عشر يومًا.. ولكنها تعنى مرور عام بكل ما فيه من حسنات أو سيئات، وبداية عام جديد بصحيفة بيضاء ونتعهد بأن نحافظ على لونها الأبيض طوال العام.

وإذا كان ليس من المعقول أن نملأ وعاءً بالطعام وهو غير نظيف، فالأولى تنظيف القلب قبل استقبال رمضان فالقلوب أيضًا أوعية تحمل الكثير من الأدران والأسقام طوال العام.. فكم يتمنى الإنسان ويرغب، وكم يحب ويهوى، وكم يبغض ويمقت.. إذن كان على كل منا أن يقف مع قلبه وقفة تنظيف وتخلية ثم يفكر فيما يحب أن يملأه به؟ فتقوى الهمم على أداء الطاعات وتصبح قادرة على الفوز بأفضل ما فى رمضان.. وهو التقوى ؛ أما الآفات فمن شأنها أن تهبط من العزيمة وتقود إلى الفشل والخسران.

ودعنى أتصور معك شيئًا من المحاسبة لهذا العام: كم كلمة نابية صدرت منك؟ وما حظك من الغيبة والنميمة والخوض فى الأعراض؟ من أين اكتسبت وفيما أنفقت؟ وهل خانت العين أو تنصتت الأذن أو تباهيت أو افتخرت أو راءيت أو نافقت؟ فإن الله يحاسب على مثاقيل الذر؟ كم صلاة تركت وكم قضيت وكم نسيت وكم سهوت؟ فلو كانت لك تجارة وأخذت تحاسب الشركاء فلن تترك صغيرة ولا كبيرة، فهذا أحد الصالحين ميمون بن مهران يقول: "لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوّان إن لم تحاسبه ذهب بما لك".

فهيا نأخذ بأيدينا ونستعد معًا لشهر رمضان، وكل إنسان أدرى بما يحتاج إلى التنظيف، لنبدأ عامًا جديدًا بقلب طاهر وروح جديدة تحاسب النفس على الصغير والكبير مثلما تفعل مع الشريك على المكسب والخسارة، فنجنى الخير من رمضان، وما أطيب التجارة مع الرحمن!