دواء لمن يشكو ضيق الحياة

العالم الإسلامي
طبوغرافي

أصبح بعضنا يشكو ضيق الرزق، وكثرة الأعباء، وبعضنا الآخر يشتاق إلى الذرية والولد، وآخرون يرجون الشفاء، وغيرهم الوظيفة والزواج.. إلخ!!

ونسينا أو تناسينا أن الله سبحانه وتعالى قد أرشدنا إلى الحل والعلاج لكل ما نشكو منه عندما قال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).

ويروى أن الإمام أحمد بن حنبل دخل يصلي العشاء في أحد المساجد، وبعد انتهائه من الصلاة باغته النوم فجأة؛ فنام في المسجد، وإذ بخادم المسجد يجد شيخًا مستغرقًا في النوم، فحاول إيقاظه ليمضي إلى حال سبيله ويغلق المسجد؛ ولكن الإمام كان في سبات عميق، فأخذ خادم المسجد يجر الإمام من قدميه جرًا؛ ليخرجه خارج المسجد!!

في تلك الأثناء كان يمر رجل - يعمل خبازًا - فرأى هذا المنظر، فرق قلبه للشيخ دون أن يعرفه، فحمله على عربته إلى بيته لينام الليلة عنده.

واستيقظ الخباز قبل الفجر، وبدأ في تحضير العجين، وأخذ يردد الاستغفار دون انقطاع، وإذ بالإمام يستيقظ - بعد أن أخذ كفايته من النوم - على استغفار الخباز المستمر دون توقف أو انقطاع!!

 تعجب الإمام من أمر ذلك الخباز!!

وسأله قائلا:

ماذا فعل بك الاستغفار أيها الرجل الطيب؟!

فرد عليه الخباز متأثرًا:

والله ما طلبت من الله طلبًا حتى استجاب لي، إلا طلبًا واحدًا لا أدري لماذا تأخر!!

فسأله الإمام:

وما هذا الطلب الذي تأخر عليك أيها الخباز؟!

وإذ بالخباز يجيب:

طلبت من الله أن أقابل الإمام أحمد بن حمبل، فإني سمعت عنه الكثير وأشتاق إلى رؤياه!!

فقال الإمام مندهشًا: وها أنا أمامك أيها الخباز الصالح.. لقد جررتني إليك جرًا!!

فهلا جربت هذا الدواء؟!

سيد الاستغفار

للاستغفار صيغ عديدة، منها:

أستغفر الله..

وهذه كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولها إذا فرغ من صلاته، ويكررها ثلاثاً.

فعن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا.. رواه مسلم.

ومن صيغه:

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.

فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف» رواه أبوداود والترمذي.