«أ.ش.أ»: الليلة تبدأ أوتار العشر الأواخر من رمضان التي تحتضن «ليلة القدر»

أخبار
طبوغرافي

الليلة هي أولى اليالي الوتر التي يتحرى فيها المسلمون (ليلة القدر) في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة مباركة، إذ أنها أعظم ليالي شهر رمضان، حيث اختصها الله (عز وجل) من بين الليالي، لتكون ليلة العبادة فيها خير من ألف شهر، أي خير من عبادة 83 عاما و4 أشهر، وهي ليلة ليست خاصة لهذه الأمة، بل هي عامة لها ولسابقاتها من الأمم، وقدرها وشرفها يرجع إلى نزول القرآن الكريم فيها بالآيات الخمس الأول من سورة القدر.

وليلة القدر من أبرز المناسبات الإسلامية المؤثرة في وجدان المسلمين والمترسخة في عقولهم، حيث يبقى لها بالذاكرة ترقب وحضور، فينتظرونها ويترقبونها في كل عام في شهر رمضان "عسى أن يكونوا من السعداء الذين تصادفهم ويصادفوها"، ومن يسر الله له أن يدعو بدعوة في وقت يوافقها كان ذلك علامة الإجابة، فكم من أناس سعدوا من استجابة دعائهم الذي دعوا الله به في هذه الليلة، لهذا يجتهد المسلمون في تحري (ليلة القدر) بالعبادة والذكر، والتنبؤ بوقوعها مستدليين في ذلك على بعض العلامات.

ومن علامات هذه الليلة، (العلامات المقارنة) حيث تتمثل في قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، وسكون الرياح، فيما تكون (العلامات اللاحقة) التي لا تظهر إلا بعد أن تمضي، شروق الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة، وتكون ليلتها معتدلة لا باردة ولا حارة.

وفضل (ليلة القدر) يرجع لكونها خير من ألف شهر عملا وصياما وقياما، وفيها نزول الملائكة والروح والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلقات الذكر ويضعون أجنحتهم، تعظيما لطالب العلم بصدق، فهي سلام إلى مطلع الفجر لا يحدث فيها داء، يملؤها البركة والخير، ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إنها ليلة بلجة منيرة مضيئة لا حارة ولا باردة لا يرمى فيها بنجم يعني لا ترى فيها هذه الشهب التي ترسل على الشياطين.

وإيمان المسلمين بعظم أمر (ليلة القدر) إيمان يقيني فهي ليلة ذات شأن عظيم، والعمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وتقدر مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، ويكتب فيها الجدب والقحط، وكل ما أراد الله تبارك وتعالى في تلك السنة أن يطرأ على العباد من الأحوال المختلفة من هذه الليلة إلى مثلها من العام القادم.

وعظم الله ثواب العبادة في تلك الليلة، فإذا كانت نزل الروح الآمين والملائكة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله، وقيامها يكون بالصلاة وتلاوة القرآن، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها.

وجاء في تسميتها خمسة أقوال، الأول منها أرجعها لعظيم قدرها، وجلالة مكانتها عند الله (عز وجل) وكثرة مغفرة الذنوب، وستر العيوب في هذه الليلة المباركة، والثاني أشار إلى أنه بسبب أنها ليلة تضيق فيها الأرض على الملائكة الذين ينزلون من السماء، والثالث يعزوه لأن الأشياء تقدر فيها، والرابع لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر، أما الخامس فلأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، وتنزل فيها رحمة ذات قدر، وملائكة ذو قدر.