عندما نفكر في مخلوقات رحيمة وذكية غير الإنسان، لا يأتي إلى الذهن عادة الأبقار.
ومع ذلك، فإن الأبقار تتواصل في الواقع حول ما تشعر به تجاه بعضها من خلال أصواتها، ووفقًا لدراسة جديدة في جامعة سيدني، فإن الأبقار تتميز بخصائص صوتية فردية وتغير درجة الصوت بناءً على المشاعر التي تشعر بها.
قالت ألكسندرا جرين، باحث دكتوراه في الجامعة والمؤلف الرئيسي للدراسة: "الأبقار حيوانات اجتماعية، وليس من المستغرب أن يؤكدوا هويتهم الفردية طوال حياتهم، وتلك هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من دراسة الأصوات للحصول على دليل على هذه السمة".
• دراسات في الاتصالات بين الأبقار
أثناء دراسة قطيع من 18 بقرة من نوع "هولشتاين-فريزيان" على مدى 5 أشهر، وجدت ألكسندرا أن الأبقار أعطت إشارات صوتية فردية في مواقف إيجابية وسلبية مختلفة، ويساعدهم هذا السلوك على التواصل مع القطيع والتعبير عن الإثارة أو الانخراط أو الضغط.
وأكدت: "لقد حصلت جميعها على أصوات مميزة للغاية، حتى من دون النظر إليها في القطيع، يمكنني معرفة أيها تصدر صوتًا بناءً على صوتها فقط".
كانت تسجل وتدرس "خوار البقر" لتحليل مزاجها في مواقف مختلفة داخل القطيع، وقالت: "يتعلق كل ذلك بعواطفهم وما يشعرون به في ذلك الوقت".
اكتشف بحث سابق أن أمهات البقرة والأطفال الرضع يستخدمون أصواتهم أيضا للتعبير، ومع ذلك، توضح هذه الدراسة الجديدة كيف تحافظ الأبقار على حيواناتها الوراثية طوال حياتها، حتى لو كانت تتحدث إلى نفسها.
ووجدت الدراسة أن الأبقار تتحدث مع بعضها خلال فترات التزاوج، وأثناء انتظار الطعام أو حرمانها منه، وعندما يتم فصلها عن بعضها.
وحلل البحث 333 صوت بقرة، ونشر في التقارير العلمية، كما قال كاميرون كلارك، الأستاذ المساعد في الجامعة: "إن الدراسة تشبه ترجمة جوجل للأبقار".
وقالت جرين إنها تأمل أن تشجع هذه الدراسة المزارعين على "ضبط الحالة العاطفية لماشيتهم، وتحسين رفاهية الحيوانات".
• الاتصالات الحيوانية
أظهرت الدراسات أن الحيوانات تتواصل مع بعضها بطرق مشابهة للبشر، وتتناوب في المحادثات، وتعتبر هذه الدراسة مفيدة في مملكة الحيوان لتوصيل الاحتياجات، مثل مكان وجود مصادر الطعام أو إذا كان القطيع بحاجة إلى نقل المواقع، ويمكن أن يساعد أيضًا الحيوانات على التواصل بشأن تهديد وارد حتى يتمكنوا من الاستجابة وفقًا لذلك.
• أفكار ختامية حول توصيل الأبقار
يظهر هذا البحث أن الحيوانات كائنات ذكية وعاطفية وتستحق احترامنا، وبينما تتزايد الحياة النباتية حيث يصحوا الناس على كيفية تأثير التخلص من اللحوم من وجباتنا الغذائية بشكل إيجابي على الصحة، وكذلك إظهار التعاطف مع الكائنات الحية الأخرى.
وتساهم الأبقار بشكل كبير في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، حيث تنتج 37% من انبعاث الميثان الناتج عن النشاط البشري، وأظهرت إحدى الدراسات أن بقرة واحدة تنتج في المتوسط ما بين 70-120 كجم من الميثان سنويًا.
وهذا أمر مهم؛ لأنه يوجد في جميع أنحاء العالم حوالي 1.5 مليار رأس من الماشية. يجتمع العديد من العلماء للتحدث حول كيف يمكن للنظام الغذائي النباتي أن يساعد بشكل كبير في إبطاء تغير المناخ.