تعد النفايات الإلكترونية من أكبر المهددات لحياة الإنسان والبيئة بسبب ما تحمله من مواد مشعة خطيرة وسامة .
يؤكد د. حسن عواد أستاذ الكيمياء الحيوية، أن حجم المخلفات التى تتخلص منها فرنسا لوحدها على سبيل المثال تتجاوز الـ 2 مليون طن سنوياً، بينما تزيد بنسبة سنوية تتراوح بين (3 و5 بالمئة) تتمثل فى الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ومن بينها الحاسبات الآلية، أجهزة التليفزيون والتليفونات الثابتة والمحمولة بجانب محمصات الخبز، وأنواع كثيرة من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، التى انتهى عمرها الافتراضى وتُلقى فى أماكن النفايات وتشمل الأجهزة التى تعمل بالتيار الكهربائى أو المجالات الإلكترومغناطيسية، وهى تزيد بمعدل ثلاث مرات أكثر من أنواع المخلفات المنزلية العادية.
ويضيف د. عواد: حالياً فى أوربا فإن جزءًا كبيرا من تلك المخلفات مصيرها الدفن أو الحرق فى مناطق مختلفة وهى عملية فى منتهى الخطورة على سلامة البيئة لأنها تتخلل طبقات المياه الجوفية أو تتطاير فى الأجواء فتلوث الهواء، والخطورة أنها تحتوى على مركبات تدخل فى تكوينها مواد مثل الكلورفيلور، أو غازات أخرى لها تأثير على الصوب أو الاحتباس الحراري، كما تحتوى أيضاً على الزئبق والرصاص خاصة المستخدم فى عمليات اللحام والبطاريات وأجهزة الشحن الكهربائي، ومن مكونات هذا الكوكتيل السام توجد المعادن الثقيلة مثل الكاديوم.
وتختلط المخلفات الإلكترو كهربية عامة بالنفايات المنزلية، وتنتشر بالتالى مادة الديوكسين، هذا ما يشير إليه، د. بهاء الدين حميدة الخبير بالمعهد القومى للبحوث ويقول إنها من السموم الخطيرة وعدوة الهواء والتربة والمياه الجوفية، ومن ثم تهدد صحة الإنسان والكائنات الحية من نبات وحيوان، ويشير إلى أن بضعة شهور تكفى ليتحوّل تليفون محمول آخر صيحة أو كمبيوتر عالى الكفاءة إلى قنبلة موقوتة للبيئة، ونبّه إلى أن الخبراء أكدوا أن نسبة الرصاص تتواجد بمعدل كيلو جرام لكل شاشة تليفزيون و (40) جرامًا لشاشة كمبيوتر، وعلى عكس المتوقع تماماً تعتبر المنازل أهم مصدر للمخلفات الإلكترونية، وبين جميع الأجهزة التى يتم تجميعها فإن 77 بالمئة من المخلفات مصدرها الأجهزة الكهربائية المنزلية الكبيرة، و12 بالمئة من الأجهزة المرئية والسمعية، و7 بالمئة من الحاسبات و4 بالمئة من الأجهزة المنزلية الصغيرة.
.
النفايات الإلكترونية تهدد حياة الإنسان
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة