وأن ليس للإنسان إلا ما سعى

تنمية بشرية
طبوغرافي

الإعلامى والمدرب الدولى:
محمد جويلي

هذا الحوار لواقع قد نجده لكثير ممن نعرف من أشخاص حولنا، وربما نكون قد عشنا بنفس التجربة، باختصار شديد هذه قصة واقعية..يلا نشوف ما جرى به لنتأمل: اتصل بى شخص قريب إلى قلبى . ثم بدأ بالسلام والتحية، وعندما بدأت رد التحية قاطعنى بلهفة فى التحدث، شد صراحة انتباهى له ثم قال: أنتابنى حزن شديد.. لم أؤذى أحدًا منهم ولم أعرضه لضجر أو هزيمة منكرة.

عاملتهم جميعا بالحسنى ولم أجد منهم سوى إساءة والضرر والمآمرة.
فقلت له: مهلا، هون عليك لم تعد الدنيا بكل من فيها تعوضنا عن راحة البال، لأن راحة البال فقط تصنع على يد من أرادها لنفسه. فقاطعنى وقال: يعاملوننى بحقد دفين وأسلوب لعين وممارسة مستنكره.

قلت: لعلهم أساءوا الفهم عنك ولم يعرفوا من أنت، أو ربما تعاملت معهم بدون قصد بشيء من الإهأنة أو ما شابه من أرق، عسى أن تكون أنت المخطئَ وهم أناس طاهرة.

قال متعجلا مسرعًا فى حديثه: أقسم لك أنى منذ تعاملت معهم وحتى وقت قريب جدا كأنوا يتفاخرون بى يحبوننى يقدمون لى كل كلام معسول ونصيحة طيبة. وأبادلهم مثلها وأزيد تقديرا، يعطوننى خبرتهم دون مماطلة، فى مجال تخصصهم وحياتهم المتناثرة فأعطيهم حبى إبداعاتى وابتكاراتى دون مناظرة، فينبهرون بها فأسعدهم بالمخاطرة.

ChDdeI9WwAAWcWh

فقلت نعم أعرفك مثلما أعرف نفسى ثم سألته: ما ظنك لما التحول بهذه السرعة فى تعاملهم معك ونظرتهم المتآمرة.

قلت له: اعلم يا صديقى "الناس نوعأن" النوع الأول: مفاتيح للخير مغاليق للشر، يحفز.. يشجع.. يأخذ بيدك.. يمنحك الأمل والتفاؤل والبسمة .. يشعر بشعور الآخرين.. صاحب مبدأ ورسالة باهرة.

والنوع الآخر: مغاليق للخير.. مفاتيح للشر.. مثبط.. قنوط.. ليس له مهمة سوى وضع العراقيل والعقبات أمام كل جاد. دأبه الشكوى والتذمر والضجر وندب الحظ وتعطيل عقول زاهرة.

دع رغبتك تسير إلى ما أرادها الله لك، اجعل رؤيتك تتحقق باصرارك وعزمك وجدك واجتهادك دون نظرة لهم فهم عصابة خاسرة.

اقتلهم بتميزك ونجاحك، ستجدهم يحفرون لأنفسهم قبرا، وبابتسامتك سينادونك بدفنهم فهم أرواح متأخرة. ثق بأن كل ما يحدث لك نجاة من واقع أليم، وفخ عميل، وسلبية مقبلة. لا تنظر إليهم بعاطفة ترهقك سنينا عديدة، ولكن عاملهم بعقلك تسعد بأزمنة مديدة. ابتسم أخى فنحن نعيش بفضل خالقك ولا للناس فضل فى ذاك إلا المقدرة.

ما دمت لم تؤذى أحدا، دع الجميع يتكلم، وافعل ما تشاء فأنت أهل لما أراده مولاك فالزم رؤيتك المستقبلة. ثق بنفسك تكرما فكلام الناس لا ولم ينتهى فعسى أن أنتبهت اليه أن يدمرك ويلهيك عن بسمتك الحائرة.

لا تكتثر الشكوى فيأتيك الغم والهم والضجر، وزد حمدا لربك فستجد نفسك تبتسم وقتها فما أحلاك وما اشبههم بالغابرة.

CVwVcLyW4AAIEZP
سلم أمرك لمولاك تملأ السكينة أنفاسك وستجد الحزن يرتحل عن دنياك فتقترب السعادة الدائمة المعمرة .
فقال مبتسما: شكرا لك فقد أرحت عقلى وقلبى من تفكيرعميق كدت ألقى بنفسى فى الحفر أو أرتحل عن قلوب ماكرة.

قلت: لاتحزن وليعلم من آذاك، أن الملائكة قد دونت والله يبصر فأبشر فما أبهاك بكفاءتك المنظرة.
إن القلوب الطيبة النظيفة الطاهرة مظلومة دائمًا، لأنها أسرع من يفتح الأبواب.. وأول من تتلقى الكدمات والصدمات فتصبر.. وأول من تسبق الجميع فتحارب حتى تنتصر المتوكلة بربها والقادرة .

حقا لا تكون الحياة أفضل إلا اذا أنشغل كل شخص بإصلاح ذاته وبذل مجهودا فى ذلك، وابتعد عن بذله فى انتقاد الآخرين وكرههم لأناس هم بلسم الحياة وبدونهم لا تكون السعادة مآذرة.

بين كسب القلوب وكسرها خيط رفيع جدا اسمه الأسلوب. فلو تحول أسلوبهم إلى كلام طيب لنجوا من أماتتهم لقلبهم وأحبهم الجميع باسلوبهم. ألا يعلموا قول الله تعإلى (وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) الحج 24 وفى نهاية حديثى معه.. وجدته قد سكت فناديته أين أنت. أين أنت، وهو.. هههه لقد أصبح فى نوم عميق لأنه أيقن ماذا سيفعل فى الأيام القادمة.