الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله: الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ثم المدني .
أسلم وهو صغير، ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم، واستُصغِر يوم أحد، فأولّ غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، وأمه وأمّ أم المؤمنين حفصة زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون الجمحي .
وقال : روى علما كثيراً نافعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وأبي بكر وعثمان وعلي وبلال وصهيب وعامر بن ربيعة وزيد بن ثابت وزيد عمه وسعد وابن مسعود وعثمان بن طلحة وأسلم وحفصة أخته وعائشة وغيرهم .
وهو أحد الستة الذين هم أكثر الصحابة رواية، وأحد العبادلة الأربعة، وثانيهم ابن عباس، وثالثهم عبد الله بن عمرو بن العاص، ورابعهم عبد الله بن الزبير .
إنه عبد الله بن عمر إمام الزاهدين، وزينة المتقين.
قال ابن عمر - رضي الله عنهما : عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يُجزني، وعرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني، [رواه البخاري ومسلم] .
كان رضي الله عنه عابداً كثير العبادة، قال حبيب بن الشهيد : قيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟.
قال : لا تطيقونه ؛ الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
وقال نافع : كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر .
وكان رضي الله عنه زاهداً مُعرضاً عن الدنيا والافتتان بها .
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقال: لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر .
وقال جابر رضي الله عنه: ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر .
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحداً ألزم للأمر الأول من ابن عمر .
وقال ميمون بن مهران: دخلت على ابن عمر فقوّمت كل شيء في بيته من أثاث ما يسوى مئة درهم.
وقال مولاه نافع: إنْ كان ابن عمر ليفرّق في المجلس ثلاثين ألفا، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة لحم .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما مِن أكثر الناس اتّباعاً للسنة رضي الله عنه .
ومن رقّـة ابن عمر رضي الله عنهما: قال نافع : كان ابن عمر إذا قرأ : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} بكى حتى يغلبه البكاء.
وروى عاصم بن محمد العمري عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بكى، وقال يوسف بن ماهك: رأيت ابن عمر عند عبيد بن عمير، وعبيد يقصّ ، فرأيت ابن عمر ودموعه تهراق، وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا : {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ} فجعل ابن عمر يبكي حتى اخضلت لحيته وجيبه من دموعه.
رحم الله ابن عمر وجعله قدوة في نفوس الطالبين للحق السائرين نحو ظل الله ورضاه.