أ.د / عبد الله أحمد جاد عبد الكريم
أستاذ اللغة العربية بجامعة جازان
اللُّغةُ العربيَّةُ لغةُ الفَصَاحَةِ والبَيَانِ، لُغة ُالعربِ وأهلِ الإسلامِ والإيمانِ، شرَّفها ربُّنا الملكُ الرَّحمنُ، وكرَّمها وجعلها لُغةَ القُرآنِ، كتابَ الإسلام خاتم الأديان، فمِنْ اتَّبعه نال من الله الرضا والرضوان، وجعل ربي سُكْناه الفردوس في الجنان،يقول تعالى:(بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء: 195]، ويقول سبحانه وتعالى:(وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)[النحل:103].
واللُّغةُ العربيَّةُ سيِّدةُ اللُّغاتِ، لُغةُ الصَّلواتِ والعِبَادَاتِ، وقد نُسب لعمر بن الخطاب قوله:"تعلموا العربية فإنَّها تزيدُ في المروءة"، ويقول ابن تيمية:"اللِّسانُ العربيُّ شِعارُ الإسلامِ وأهلِهِ، واللُّغاتُ مِنْ أعظمِ شعائرِ الأُممِ التي يتميَّزُون بها"، ويقولُ أيضًا:"اللُّغةُ العربيَّةُ من الدِّين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية" .
والعربية أفضل الألسنة وأثرى اللغات؛ بها تبلغ سامي الدرجات والغايات، وتُعبِّرُ بها عن العواطف وسائر المكنونات، لاشتمالها على ملايين المفردات، ممَّا يُمكِّنُها من التعبير عن كل الأغراض والحاجات، فقد نسب للإمام الشافعيِّ أنَّ "العربية من السِّعة لا يُحيطُ بها إلا نبيٌّ".
واللغة العربية هويَّةُ كُلُّ عربيٍّ ومسلم، يحتاجُها كُلُّ عَالمٍ ومُتعلِّم، فهي لغة الحضارة والعلم، لغة الحرب والسلم، لغة العقل والفهم، يقول سبحانه وتعالى:(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف:2].
واللُّغةُ العربيَّةُ لُغَةُ نبيِّنا محمدٍ، رسولِ الله لكُلِّ العِبَادِ، خيرِ مَنْ نطقَ بالضَّاد، وهدَى البشريَّة إلى سبيل الرشاد، وشفيعنا يوم المعاد، يقول الثعالبي:" مَنْ أحبَّ اللهَ تعالى أحبَّ رسولَه محمدَا صلى الله عليه وسلم، ومَنْ أحبَّ الرَّسولُ العربيَّ أحبَّ العَرَبَ، ومَنْ أحبَّ العَرَبَ أحبَّ العربيَّةَ التي بها نزل أفضلُ الكُتُبِ على أَفْضَلِ العَجَمِ والعَرَبِ، ومَنْ أحبَّ العربيَّةَ عُنِيَ بها وثابَرَ عليها وصَرَفَ هِمَّتَهُ إليهَا، ومَنْ هدَاهُ اللهُ للإسلامِ وشَرَحَ صَدْرَهُ للإيمَانِ وآتاهُ حُسْنَ سريرةٍ فيه؛ اِعْتَقَدَ أَنَّ مُحمدًا صلى الله عليه وسلم خيرَ الرُّسُلِ، والإسلامَ خَيرَ المِلَلِ، والعَرَبَ خَيرَ الأممِ، والعربيَّةَ خيرَ اللُّغاتِ والألسنةِ، والإقبالُ على تفهُّمِها من الدِّيانَةِ، إِذْ هِي أدَاةُ العِلْمِ، ومفتاحُ التَّفَقُّه في الدِّينِ، وسَبَبُ إصْلاحِ المَعَاشِ والمَعَادِ، ثُمَّ هِي لإحرازِ الفَضَائلِ والاحتواءِ على المُرُوءَةِ وسائرِ أنواعِ المَنَاقِبِ؛ كالينبُوعِ للمَاءِ والزّندِ للنَّار".
أقولُ للعُقلاءِ المُنصفين: أنا أفتخرُ بلغتي العربية، فهل يحقُّ لي أن أفتخر ؟!