الفتح اليوم تحاور القارئ محمد عصفور فى شهر القرآن

حوارات
طبوغرافي

أجرى الحوار/

الأستاذ أحمد عبدالعاطي

 

الشيخ محمد بسيوني- جريدة الفتح اليوم2

كيف كانت نشأة الشيخ محمد محمود عصفور؟
الكُتاب علم أجيال العمالقة والمبدعين، وكان له بالغ الأثر في المجتمع المسلم في تحفيظ القرآن الكريم بأحكامه وقراءاته. وقد حفظت القرآن الكريم في كُتاب القرية وقد قام بتحفيظي اثنان من الشيوخ المحفظين المهرة هما الشيخ أحمد شلبي، والشيخ عبد الرحمن شلبي اللذان كثفا معي جهدهما حتى ختمت القرآن في الثانية عشر من عمري.

 
ـ ما هي أساليب العقاب التي سادت أيام حفظك للقرآن الكريم؟
كان العقاب في أيام طفولتي عقابًا شديدًا فقد كان يدفع ولي الأمر ابنه دفعًا شديدًا إلى تعلم القرآن الكريم، ولذا كان العقاب أليمًا عند التقصير سواء كان من الشيخ أو من ولي الأمر.

 
ـ كيف اختارك والدك لمشروع القرآن، وماذا فعل معك لتكون قارئًا مشهورًا في تلاوة القرآن الكريم؟
كان والدي كلما جاءه مولود يموت ولا يعيش، وعندما ولدتني أمي وهبني أبي إلى كتاب الله تبارك وتعالى وكأنني سأنيب عن باقي إخوتي الذين توفوا في حفظ القرآن الكريم، فقد كرس كل مجهوداته المادية والمعنوية لأجلي ولأجل تحفيظي القرآن الكريم، وكنت أنجح دائمًا بتفوق.

 
ـ بمن تأثر الطفل محمد محمود عصفور من شيوخ الإذاعة الكبار خلال مرحلة النشأة؟
نشأت في عهد الكبار وأصحاب الريادة في عالم التلاوة وكان تأثري بهم لم يكن بسيطًا لكنهم كانوا قدوتي جميعًا كفضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل، وفضيلة الشيخ محمود خليل الحصري، وفضيلة الشيخ كامل يوسف البهتيمي، وغيرهم من جيل العمالقة وكلهم كانوا قدوتي وقد تعلمت منهم الكثير والكثير ولا زلت أدين لكل منهم بما تعلمته منهم واشتققت طريقي من طرقهم.

 
ـ كيف جاءت فكرة التقدم للإذاعة والتليفزيون؟ ومن صاحبها؟ وكيف تم ذلك؟
أتت فكرة الإذاعة من زملائي القراء قالوا لي: صوتك جميل وأحكامك ممتازة ومستواك يؤهلك للإذاعة فتقدم.. فتقدمت بالفعل وحينما أرسلوا لي للحضور أمام لجنة الاستماع بالإذاعة ذهبت فدخلت عليهم، وكانت لهم هيبة كبيرة، فدخلت وقد انتابني الخوف والقلق في هذا الموقف الصعب، فقد كانوا علماء كبار أمثال فضيلة الشيخ رزق خليل حبة، وفضيلة الشيخ محمود برانق، وفضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع، وغيرهم وكان السؤال الأول من فضيلة الشيخ رزق خليل حبة اتل من قوله تعالى {قال إنما أوتيته على علم عندي...}. واجتزت الاختبار ونجحت من المرة الأولى والحمد لله.
ثم تم استدعائي للإذاعة للتسجيل فكلفت بتسجيل 30 دقيقة ثم عدة تلاوات مدة كل منها ربع ساعة، ثم اجتزت اختبار الإذاعة الخارجية واختبار التليفزيون بتفوق والحمد لله.. ومن هنا بدأت رحلتى مع الهواء في الإذاعة والتليفزيون.

 
ـ هناك كلام حول أجور القراء التى بلغت 70 ألفًا في الآونة الأخيرة.. ما رأيك في هذا الكلام؟
هذا الكلام ما أنزل الله به من سلطان، ولم يحدث أن وصلت أجور القراء إلى هذا الحد ولا نصفه ولا حتى ربعه ونحن نتعامل مع الناس من خلال القرآن الكريم، وبأخلاق القرآن الكريم ولا نشترط على الناس صحيح أجر كل قارئ معروف وهي أجور نظير الاحتباس كما قال الشيخ الشعراوي لكننا نتبسط مع الناس ولا يمنعنا عنهم أجور مادية أبدًا ومن أرادني أن أكون عنده في مناسبته أو احتفاله وليس معه، ألبي دعوته دون أن أتقاضى منه أي شيء لأننا نتعامل بأخلاق القرآن الكريم، ولا نعرف ما يسمى بالمقاولات في القرآن الكريم.

 
ـ ما رأيك في أسلوب تحفيظ القرآن اليوم؟ وكيف تقيم نتائجه؟
هناك مشكلة كبيرة هذه الأيام وهي انشغال الأولاد في دراستهم معظم فترات اليوم، وهذا يقلل من كفاءة تحصيل القرآن الكريم أما الأجيال السابقة فقد كانت متفرغة للقرآن الكريم، فكان النبوغ والتحصيل الدائم حيث كان يقضي مع القرآن ليله ونهاره حتى أننا كنا نحفظ عدة أرباع تصل إلى الثلاثة والأربعة في اليوم الواحد، ومنا من كان يراجع خمسة أجزاء في اليوم الواحد هذا كله يرجع إلى التفرغ للقرآن الكريم فالمطلوب من جيل اليوم أن يعطي وقتًا ًًأكبر للقرآن الكريم.

 
ما أهم سفريات الشيخ محمد محمود عصفور ؟
سافرت إلى معظم دول العالم كسفير للقرآن الكريم والحمد لله وإنه لشيء مشرف أن تحل وترتحل لأجل كتاب الله وقد بدأت تلك السفريات الكثيرة منذ عام 1973م وقد بدأت بسلطنة عمان ثم جنيف ودول من أوربا وآسيا وأفريقيا كسنغافورة والفلبين والكاميرون وسورية واليمن والأردن وغيرها، ولي سفرية سنوية رمضانية إلى لندن منذ عشرين عامًا حتى الآن، أختم فيها القرآن مع المسلمين في لندن من خلال التلاوات المرتلة والمجودة والصلوات، أما عن الاستقبال في تلك الدول فهم يستقبلون قارئ القرآن الكريم بترحاب شديد وحفاوة كبيرة وبحب منقطع النظير، خاصة القارئ المصري وتكون الأعداد الكبيرة في استقبالنا.

 
ـ كيف ترى القارئ المصري في الخارج؟
القارئ المصري يمثل القرآن الكريم الذي يحمله أولًا بتعاليمه وأخلاقه، ثم يمثل مصر وأهلها ثانيًا والقارئ المصري دائمًا نموذج مشرف في العالم كله بآدائه الجميل، وأخلاقه الطيبة، وهم سفراء القرآن المعتدلين الذين يمثلون الإسلام في البيت والشارع والمسجد وفي كل مكان يذهب إليه والقارئ المصري متفوق على غيره دائمًا؛ لما له من إصرار وعزيمة وعمل دائم لتحصيل العلم وزيادة إتقان القرآن الكريم؛ لذلك فهو يلقى القبول والحب في كل مكان.

 
ـ رسالة توجهها إلى رئيس إذاعة القرآن الكريم الحالي ماذا تطلب منه لأجل القرآن وأهله؟
الأستاذ محمد عويضة رئيس الإذاعة أوجه له الشكر الجزيل لإتاحته الفرصة لجميع القراء بالتلاوات مع التنوع في الأصوات في الأوقات المختلفة، وأطلب منه أن يستمر في ذلك النهج من العدالة والعطاء المستمر، وكذلك مدير التخطيط الديني الأستاذ علي مسعود الذي يتيح الفرص للجميع وله كل الشكر والتقدير.

 
ـ هل سجلتَ القرآن مرتلًا للإذاعة؟
أنا الآن أسجل القرآن المرتل بالفعل فقد اتخذت هذا القرار منذ زمن وشرعت في التنفيذ وأسجله الآن على نفقتي الخاصة لكي أهديه أولًا لإذاعة القرآن الكريم المصرية ليذاع لله تعالى لا أريد مقابلًا سوى رضا الله تعالى، ثم سأهديه إلى من يريد إذاعته بعد ذلك.
أوصي الشعب المصري بالالتزام بالقرآن وتعاليمه الحنيفة، كما أوصيهم باتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن فيهما الخير فى كل زمان وفي كل مكان.