تحقيق / أحمدعبد العاطى
عبد التواب يوسف أبرز رواد أدب الطفل لـ"الفتح اليوم":
خدعوك فقالوا الطفل صفحة بيضاء.. و"المصري" الأذكى عالميًا
دعا عبد التواب يوسف.. أبرز رواد أدب الأطفال أولياء الأمور والمربين أن يأخذوا بجميع الوسائل فى التربية مع الاهتمام بلعب الأطفال في تربيتهم إلى جانب الوسائل الست وهى الكتاب والمجلة والإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح.
واعتبر أن تدريس قصص الأنبياء والصحابة والعلماء فى الطفولة هو بمثابة بوصلة مهداة للطفل ليتعلم من هؤلاء العظماء القيم والمبادئ التى تساهم فى تكوين شخصيته.. وقال إن الأب الذكى هو الذى يقرأ عن تربية الأطفال ويهتم بها ولا يربى فى الطفل جانب على حساب آخر ..
تدريس قصص الأنبياء والصحابة يربى القيم والأخلاق فى الطفولة
- كيف كانت النشأة؟
أبى كان شيخًا أزهريًا وكانت لديه ثقافة دينية كبيرة وكان داعية يدرس العلوم الدينية لكننى درست فى التعليم العام فأصبحت نموذجا آخر للتربية وقد تأثرت بالوالد فى طفولتى وقد ركز معى فى المسائل والتربية الدينية لكننى أضفت اهتماما آخر إلى جانب الاهتمام بالدين هو المسائل المدنية
-متى جاءت فكرة الكتابة للأطفال؟
الحقيقة لم يكن ببالى أبدا أن أكتب للأطفال لكن قدر الله أثناء مناقشة الماجستير كان يجلس بجوارى الإذاعى الكبير الأستاذ صالح جودت مراقب عام برامج الإذاعة المصرية وأنا لم أكن أعرفه فى هذا الوقت وقال لى أين تعمل؟ فقلت له: أعمل صحفى فقال: هل تأتى للعمل معنا فى الإذاعة؟ فقلت وماذا أعمل بالإذاعة فأعطانى تمثيلية مكتوبة وقال: اكتب مثلها فكتبت تمثيلية بطلها طفل فأعطاها لبابا شارو فى الإذاعة فقال له: هذا الكاتب ماهر فى الكتابة للأطفال وطلب منى الاستمرار فى الكتابة وكتبت مجموعة أعمال كثيرة لبابا شارو ومن هنا كانت البداية ثم كتبت للأبلة فضيلة آلاف الأعمال من البرامج والتمثيليات لمدة تزيد على الثلاثين عاما وما زلت أكتب للأطفال. وقد نشر الأستاذ صالح جودت مقالة عنى وعن أسلوبى ومهارتى فى الكتابة وتوالت الأعمال
ـ من كان قدوتك فى البدايات ؟
لم يكن لى قدوة فى الكتابة غير أنى بدأت فى الكتابة وعلمت نفسى بنفسى وتعلمت أننى إذا أردت أن أتعلم شيء أقرأ عنه ومن هنا كانت البداية وكانت النتيجة أن قمت بعمل عدد كبير جدا من الأعمال للأطفال.
ـ كنت مشرفا على برامج الإذاعة المدرسية بوزارة التربية والتعليم فى السبعينيات كيف أفادت التلميذ؟
فى الماضى كنا نبث الإذاعة المدرسية على الهواء مباشرة من إذاعة القاهرة لجميع المدارس على مستوى الجمهورية أما الآن أصبحت الإذاعة المدرسية محلية يتم إعدادها داخل كل مدرسة على حدة وكنا قبل عمل برامج الإذاعة للأطفال ننزل بالبرامج للأقاليم ليستمع إليها عدد من أطفال الأقاليم، وكذلك برنامج أوائل الطلبة بالإذاعة كان برنامج مشهور جدا وكانت له متابعات جماهيرية كبيرة لأننا كنا نتعمد إذاعة الأسئلة المتوقعة للامتحانات وكانت تصدق نبوءاتنا فى أكثر الأسئلة وكانت فائدة كبيرة للأطفال إلى جانب أحاديث الكبار طه حسين وسهير القلماوى وغيرهما فى الإذاعة وكانت أحاديث جماهيرية فاستخدمنا الإذاعة فى التعليم والتثقيف العام لما للإذاعة من أهمية فقد خلق الله للإنسان لسانا واحدا وخلق له أذنين لكى يستمع أكثر مما يتكلم.
ـ ما رأيكم فى وسائل تثقيف الطفل المصرى والعربي؟ وما الفرق بينها سابقا وحاليا؟
الفرق كبير جدا مصادر الثقافة فى تقديرى الشخصى هى ستة مصادر الكتاب والمجلة والإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح كلها وسائل إيضاح تقدم المعلومات بشكل محبب للأطفال فحينما أعطى درس للطفل فى الخضروات هل من الأفضل أن أشرحها له أم أصنع له فيلم أبطاله خضروات وكل منهم له دور هذه الست وسائل تجعلك قريب جدا من الأطفال ومقنعا لهم.
ـ بحكم الخبرة ما هو الأسلوب الأمثل لتربية الطفل فى هذا العصر ؟
هذا سؤال مهم جدا أولا: متى تبدأ التربية؟ التربية فى الحقيقة تبدأ قبل أن يتزوج الرجل من المرأة وقد أنشأت أمريكا مراكز لتدريب الآباء والأمهات على التربية قبل الزواج فيتعلم الزوج كيف يصبح رب أسرة وتتعلم الأم كيف تصبح ربة بيت ولدينا عشرات الكتب تعلم تربية الأطفال منها كتاب لى طبع ست طبعات اسمه (دليل الآباء الأذكياء لتربية الأبناء) والأب الذكى هو الذى يقرأ عن تربية الأطفال ويهتم بها ولا يربى فى الطفل جانب على حساب جانب آخر فإذا كان الطفل يحب قراءة الروايات البوليسة لابد من أن يعرفه على الجوانب الأخرى من الثقافة فليس ما يرغب فيه الطفل ينفذه لكن ينفذ ما يحتاجة فهناك فرق بين الرغبة والاحتياج ويجب أن نتعامل مع الطفل من زاوية الاحتياج فهو يحتاج علوم مختلفة متكاملة فى جميع المجالات.
للطفل حقوق على مستوى العالم. هل يحصل الطفل المصرى على كافة حقوقه؟
الطفل المصرى حظه أوفر نظرا لوجود عدد كبير من المهتمين بالتربية وأدب الطفل وقد توجهوا للأباء والأمهات لتعليمهم كيفية تربية الأبناء من خلال البيت والمدرسة والمجتمع أكثر من ذى قبل لأننى لن أربى أبنى بنفس الأسلوب الذى ربانى به أبى لأننى تزودت بثقافة لم تكن موجودة من قبل وكذلك هناك انتشار لمراكز التدريب التى تقوم بهذه التدريبات الهامة
الطفل المصرى الأذكى فى العالم حتى سن السادسة فقط. لماذا لا يستمر ليكون أذكى شاب فى العالم وأذكى كهل فى العالم؟
اكتشف خبراء علم النفس أن الطفل يزداد استيعابه ونموه الذهنى بنسبة 70ـ80% من النمو الكامل لذا فالتركيز على هذا السن مهم جدا لذا فجميع الدول تهتم اهتماما كبيرا بتلك المرحلة فيعطيها أكبر قدر من الجهد والإنفاق من خلال صدمات فكرية متكررة لتقوية ذهنه وتوسيع مداركه وعند وصوله سن السادسة وقد أخذ حظه من التربية السليمة من الطبيعى أن يكون نموذج للشاب المتفوق فالمقياس هنا هو مدى الاهتمام بالست سنوات الأولى وبعد الست سنوات يجب أن نبذل معه جهد أكبر ليواصل الأفضلية التى يتمتع بها ولابد من فتح معاهد لسن ماقبل المدرسة للحضانة والروضة ليكون الطفل أقدر على التعلم فى المرحلة الايتدائية والإعدادية فيما بعد
ـ ما رأيك فى مناهج المرحلة الابتدائية؟ وهل هى كفيلة بالتعامل مع أذكى طفل فى العالم؟
مشاكل التربية دائما تظهر فى سن ما بعد السادسة والسبب عدم التأسيس السليم فى مرحلتى الحضانة والروضة ولا بد للمرحلة الابتدائية أن تكون متقدمة لتواكب ما تلقاه الطفل من تعليم فى مرحلتى الحضانة والروضة وقد سبق تنمية ذهنه لذلك مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة لا بد من التعامل معهما باهتمام علمى أكبر من قبل أساتذة التربية والإسلام هو الدين الذى حض على التعليم على ثلاثة مراحل كما جاء فى الحديث الشريف: لاعبهم سبع وعلمهم سبع وصادقهم سبع. فاللعب مهم جدا فى المرحلة الأولى حيث يكتسب الابن من أبيه وأمه صفات كثيرة لذلك يجب أن يكون اللعب بناء من خلال لعب تعليمى وأما سبع التعليم فهى تتميز بالتعليم الغزير مع التربية وبعد الرابعة عشر تتكون معهم صداقات الآباء وهنا نجد مواطن مثقف صالح.
ـ كيف تقيم مناهج التربية الإسلامية للأطفال والمدارس خاصة تدريس جوانب من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين؟
تدريس قصص الأنبياء والصحابة والعلماء فى الطفولة هو بمثابة بوصلة مهداة للطفل ليتعلم من مؤشر البوصلة ومن اتجاهاته الصحيحة ويكتسب ويتعلم من هؤلاء العظماء القيم والمبادئ التى تساهم فى تكوين شخصيته وهى نماذج صالحة للاقتداء بها فى كل الأزمنة والعصور والأساس عندنا محمد صلى الله عليه وسلم القدوة ثم الصحابة والتابعين وتابع التابعين هؤلاء يجب أن يضطلع الأطفال على طفولتهم كيف كانت ثم يتعلم الآباء كيف ربوا أبناءهم وبالتالى يكونوا قدوة فى التربية
ـ من وجهة نظركم ما هى المزايا التى يتمتع بها الطفل المصرى المصري؟
الجينات التى ورثها الطفل المصرى متميزة جدا وحينما تم فحص جينات المصريين وجدوها تمتد إلى ما قبل آلاف السنين فالإنسان المصرى يولد وارثا لجينات الأجداد القدماء العظماء يجب أن يحافظ عليها ويضيف إليها وكذلك يتميز المجتمع المصرى بالاستعانة عن ذى قبل بالأساليب الحديثة فى التربية وأصبح الأب والأم والمدرسة والمجتمع يولون اهتماما كبيرا بالطفل كذلك دور المؤسسات هام جدا كالمسجد والجمعيات الخيرية وغيرها ودورها كبير فى تربية الأطفال وتثقيفهم. ولا يجب أن أترك أولادى للعبة الصينية ولا بد من اللعبة المحلية كالعروسة المصرية المعروفة التى تعطى للولد إضافة لما قد تورثه
. ما هى سفريات حضرتك للخارج وماذا كانت مهام تلك السفريات؟
كانت سفرياتى مهمة جدا وقد تعلمت من رحلتى الأولى ضعف ما تعلمته بالمرحلة الجامعية وكانت تلك الرحلة إلى إنجلترا لمدة شهرين بدعوة من إنجلترا وسألونى فى بداية الرحلة ماذا تود أن ترى فى إنجلترا؟ فقلت لهم: أريد أن أرى كل مصادر التعليم والثقافة للأطفال الكتاب والمجلة والإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما فقالت لى من استقبلتني: لقد عرفتنى كيف أحدد الهدف وأتجه إليه. ثم زرت الكتلة الشرقية التى كان كل همها أن تزاحم الطفل بالأفكار الاشتراكية وهذا خطأ لأن الطفل يجب أن يفتح على كل الثقافات ثم زرت أوربا ودولها وأمريكا والمجتمعات المفتوحة وكذلك زرت معظم الدول العربية منها الإمارات العربية المتحدة ثلاث مرات والمملكة العربية السعودية وسوريا والبحرين وليبيا وتونس وباقى الأقطار العربية
ـ بعد حياة حافلة بالعطاء ما هو الدرس الكبير الذى تعلمته من الحياة؟
أهمية العقل فالإنسان له خمس حواس لكن ما يهمنى هو العقل أن يكون ذكيا لذلك لابد من الاهتمام الكبير بعقلية الطفل فى مرحلة ما قبل السادسة لأحصل على شاب مثقف يستطيع أن يتعامل فى الحياة.
رسالة توجهها للآباء ؟
أن يأخذوا بجميع الوسائل فى التربية مع الاهتمام بلعب الأطفال فى التربية إلى جانب الوسائل الست وهى الكتاب والمجلة والإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح كل هذه المصادر مهمة جدا.
بــــورتـــريــــه:
الاسم : عبدالتواب يوسف أحمد يوسف
مواليد بنى سويف 10 يناير 1928م حاصل على بكالوريوس علوم سياسية عام 1949م
ألّف أكثر من 1000 كتاب كلها موثقة بدار الكتب المصرية أبرزها (حياة محمد) (خيال الحقل)
برع فى الكتابة للطفل وألف 45 كتاب للكبار ليتعلموا كيف يكتبون للأطفال، وكتب برامج الأطفال للإذاعة المصرية قدمها بابا شارو وأبلة فضيلة.
عضو مجلس إدارة جمعية حماه اللغة العربية منذ إنشائها وعضو لجنة ثقافة الأطفال بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو لجنة الأسرة والطفل بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مؤسس اتحاد كتاب مصر، وعضو مجلس إدارة لمدة عشرين عامًا وشغل منصب الأمين العام ثلاث سنوات.
حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى أدب الأطفال مرتين وحصل على جائزة الملك فيصل فى أدب الأطفال وهى أكبر جائزة فى الوطن العربي
حصل على 17 جائزة من مصر ومنحته البحرين جائزة على كتاب(أدب الطفل المسلم)
عبد التواب يوسف : اعتن بطفلك قبل السادسة.. لتربى رجلًا يتحمل مسئولية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة