خطيبى.. وأُحب غيره!

استشارات
طبوغرافي

الأستاذة/ سمية رمضان

مستشار أسرى

download

فى زحمة الحياة، تصادفنا المشكلات، فهناك من يقابلها بثقة وثبات، وهناك من يرتبك ويغرق فى بحارها؛ لذا خصصنا هذه السطور لنطرح الأفكار ونقدم الحلول التى تساعدنا فى تخطى تلك المشكلات، والعبور مع قرائنا الأعزاء إلى بر الأمان.

أنا فتاة فى السنة الثانية من الجامعة، بإحدى الكليات النظرية، وعمرى 23سنة، مخطوبة لابن عمى منذ سنة ونصف، ولكنى الآن أريد فسخ الخِطبة، فأنا لا أشعر تجاهه بأية مشاعر، وصارحته بذلك، وهو متمسك بى جدًا، وكان من المفترض أن يكون كَتْب كِتابى الأسبوع المقبل، ولكنى رفضتُ، وعندما تحدثتُ معه  اقترح عليّ أن أستشير أحدًا نثق به، ولهذا أبعث إليك برسالتي، ولا أخفيكِ سرًا أنى أحب شابًا غيره، ولكنه حب من طرف واحد، ولا يشغل تفكيرى إلا هذا الشاب الآخر، ومما جعلنى أفكر جديًا فى ترك خطيبى عِلْمى أن هذا الشاب ينوى الخطبة هذه الأيام، بل إن أحد أقاربه طلب منى أن أرشّح له عروسة، أنا لا أدرى إذا كان يحبنى مثلما أحبه أم لا، ولكن ما أعرفه أننى أتمناه زوجًا لي، وأشعر أن خطيبى هو الحاجز الوحيد بينى وبينه.. أنا حائرة، ولا أدرى ماذا أفعل! انتظر منكِ الرد سريعًا
“عندما وصلتنى رسالتك ابنتى العزيزة شعرتُ بحيرة شديدة، بل وتعجبتُ من موقفك، هل قرار فسخ الخطبة جاء فجأة بعد سنة ونصف، وهل هو قرار مدروس بناء على معرفتك بابن عمك عن قرب، أم هو مجرد قرار طائش لا تدرين نتائجه بعد؟!

ومشكلتك لها جانبان، خطيبك الحالي، وحبيبك الوهمي، ولنبدأ بخطيبك الحالي، لم تذكرى شيئًا عنه غير أنه ابن عمك، وأنه يحبك، وربما لو ذكرتِ  بعضًا من صفاته لشاركناك التفكير، ولكن طالما وافقتِ عليه منذ سنة ونصف فبالتأكيد هناك من الصفات والمزايا ما جعلكِ توافقين عليه.. وهذا يُحسب له. وهنا أطلب منكِ أن تحضرى ورقة وقلمًا، واكتبى كل صفات خطيبك، وفى الجهة الأخرى من الورقة الصفات التى ترغبينها فى شريك حياتك، وبعدها فكرى جيدًا، هل هذه الصفات موجودة فيه ولو بنسبة قليلة؟ وبالطبع ليس هناك شخص كامل، ولكن هناك حد أدنى لن نقبل بأدنى منه، وهو الأخلاق والدين والتكافؤ العلمى والاجتماعي.
والآن أطرح عليكِ سؤالاً، وأرجو منك أن تجيبى عنه بكل صراحة، وبعدها قررى ما شئتِ فأنتِ وحدك المتحملة لنتيجة قراراتك: ترى ماذا لو فسختِ الخطبة، ثم تزوج حبيبك المزعوم بأخرى ولم يتقدم لكِ؟!

حبيبتي.. المشكلة ليست فى خطيبك، بل المشكلة فيكِ أنتِ، فأنتِ من تبيعين واقعك الجميل لتشترى وهمًا.
وقد نهى الإسلام الرجل أن يخطب على خطبة أخيه، فما بالك بمن هى مخطوبة منذ سنة ونصف، وهذا طبعًا معناه أن خطيبك ارتبط بكِ عاطفيًا كما يبدو من رسالتك، فكيف ترضين بكسر هذا القلب، بل قد يمتد الأمر إلى قطع الأواصر والأرحام، وطبعًا هذا ليس معناه أن تجبرى نفسك على الارتباط به، ولكنى أضعك أمام نفسكِ حتى لا تندمى بعد فوات الأوان.

حبيبتي.. ليس بالحب وحده يحيا الإنسان، فهناك أشياء أهم من الحب، وهو الاختيار على أساس سليم، وإذا كان الاختيار على أسس سليمة سيأتى الحب حتمًا، وكما يقولون فى الأمثال (مراية الحب عامية) فالمحب يرى حبيبه بلا عيوب، فحبك الشيء يعمى ويصم، وهذا ما حدث معكِ، فلم تشاهدى شيئًا إلا هذا الحبيب المزعوم.

ابنتي.. أحسنتِ صنعًا عندما أجّلْتِ كَتْب الكتاب، وأقترح عليك وعلى خطيبكِ أن تؤجّلوا كتب الكتاب لفترة، وتعيدان فيها ترتيب أفكاركما، وحاولى أن تفكرى من جديد بعيدًا عن أى ضغوط، متناسية  الحبيب الوهمي، فإنى أشعر أن هذا الشاب هو الحائط الذى يعلو يومًا بعد يوم، ليصبح حاجزًا بينك وبين خطيبك.

حبيبتي.. لا تنسى صلاة الاستخارة كما علّمنا النبى صلى الله عليه وسلم، مع خالص دعواتى لكِ بسداد الرأي، والسعادة فى حياتك إن شاء الله.