الأستاذة/ سمية رمضان
مستشار أسرى
فى زحمة الحياة، تصادفنا المشكلات، فهناك من يقابلها بثقة وثبات، وهناك من يرتبك ويغرق فى بحارها؛ لذا خصصنا هذه السطور لنطرح الأفكار ونقدم الحلول التى تساعدنا فى تخطى تلك المشكلات، والعبور مع قرائنا الأعزاء إلى بر الأمان.
أنا شاب فى مقتبل العمر، متزوج منذ أقل من سنة، تزوجت من إحدى زميلات أختى بالجامعة، أكثر ما شدنى لزوجتى فى البداية جمالها الأخاذ وأناقتها ورقتها، ولكن كما يقولون دائمًا: المظاهر خداعة، فزوجتى لا تملك شيئًا سوى هذا الجمال، فهى لا تصلح أن تكون زوجة مسئولة عن نفسها وزوجها وبيتها، وتعتبر الزوج ممولاً يلبّى لها احتياجاتها وطلباتها التى لا تنتهي. هى لا تدخل المطبخ ، ولا تستطيع أن تصنع حتى كوبًا من الشاي، وكل ما تحتاجه تطلبه دليفري، سواء كان طعامًا أو خدمات، فهى لا تقوم بعمل أى شيء فى المنزل، وتطلب منى أن أحضر لها خادمة، وعندما أخبرتها أن إمكانياتى المادية لا تحتمل أجر شغالة وبخاصة أن نفقات الزواج كانت كبيرة.. تتهمنى بالبخل. هى كسولة جدًا، ومسرفة جدًا، مما جعلنى أضطر للاقتراض من زملاء العمل، وأصبحت مكبلاً بالديون، مع أن مرتبى كبير، ولكن احتياجاتها لا تنتهي. والآن.. أفكر بجدية فى الانفصال، لأننى لم أعد أحتمل هذه الزوجة المدلّلة، والتى حولت حياتى إلى جحيم، فقد كنت أبحث فى الزواج عن الاستقرار، فلم أجنِ غير المرار، فهل يكون الانفصال حلا؟!
أخى الفاضل، أهلا ومرحبا بك على صفحة الاستشارات بجريدة (الفتح اليوم)، ونشكر لك ثقتك بنا. مشكلتك أخى الفاضل تكاد تقابلنى بشكل يومي، من خلال المشكلات التى ترد إلينا، ولو بحثنا عن السبب الأساسى لهذه المشكلة، سنجد أنها التربية منذ البداية، وهنا يجب أن أنوه إلى شيء مهم، وهو أن هناك فرقًا بين التربية والرعاية، فالرعاية هى توفير متطلبات أبنائنا من ملبس وطعام وشراب ودواء واهتمام، أما مفهوم التربية فهو مفهوم أوسع وأشمل بكثير.
والكثير من الأسر تهمل جانبا مهما فى التربية، وهو التربية على تحمل المسئولية، فتقوم الأسرة بتلبية كافة احتياجات الأبناء دون المساهمة منهم، حتى إن بعض الأمهات تقوم بمساعدة الطفل منذ الصغر فى عمل واجباته المدرسة، وبهذا ينشأ الطفل اعتماديًّا، لا يستطيع أن يتصرف بمفرده، ولا يستطيع اتخاذ أى قرار فى حياته، لأنه لم يتعود على المشاركة الفعالة، ولعل هذا يجعلنى أدق ناقوس الخطر، فهذا الزوج نموذج من آلاف الأسر التى تنهار بسبب إهمال هذا الجانب فى التربية، وتعويد الأبناء والبنات على السواء فى المشاركة بأعمال المنزل، وفى شراء الأشياء الشخصية، فكثيرًا ما نرى طالبًا بالجامعة ويحتاج إلى فطام أسري.
أخى الزوج.. ليست أسرة زوجتك وحدها المسئولة، بل أنت أيضا مسئول، فأنت بحثت عن الجمال فقط فى زوجتك، وأبهرك جمالها ورقتها، وهذا حقك أن تختار الزوجة الجميلة التى ترضيك، ولكن بشرط: ألا يكون هذا الجمال على حساب أشياء أخرى، ولهذا أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم بأن الدين والأخلاق هما أساس الاختيار، ثم تأتى باقى الأشياء لتتضافر معهما.
حاول أخى الفاضل أن تقف وقفة مصارحة مع زوجتك، وأخبرها أنها تهدم بيتها بيدها، وأنك لن تستطيع مواصلة الحياة بهذه الطريقة، أخبرها أنك تحبها وتحرص عليها، وتتمنى أن تتعاون معك، وعلمها وتعاون معها، وهذا ليس عيبا، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مهنة أهله.
وهناك بعض الأماكن التى تعطى دورات فى تعلم فنون الطهي، وغيرها من المهارات، حاول أن تشاركها تلك الدورات، وأخبرها أن بيتها هو مملكتها، وأنه ستجعله جنة بيديها، وحاول أن تتعامل معها بود حتى تتقبل منك النصيحة. أما إذا أصرت الزوجة على عنادها وأسلوبها، فوقتها فقط سيكون لك القرار، فربما يجدى الإصلاح والنصح. وننتظر منك ردًّا تخبرنا فيه بنتيجة التجربة، وأنا أثق فى نجاحها إن شاء الله.
زوجتي الجميلة.. سر شقائي!
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة