اشترانى وباع أهله.. فهل أتزوجه؟!

استشارات
طبوغرافي

 

الأستاذة/ سمية رمضان

مستشار أسرى

download

فى زحمة الحياة، تصادفنا المشكلات، فهناك من يقابلها بثقة وثبات، وهناك من يرتبك ويغرق فى بحارها؛ لذا خصصنا هذه السطور لنطرح الأفكار ونقدم الحلول التى تساعدنا فى تخطى تلك المشكلات، والعبور مع قرائنا الأعزاء إلى بر الأمان.

 

تقدم لى شاب تربطنى به عاطفة قوية، ولكن المشكلة تكمن فى أن أهله يرفضونى بشكل نهائي، وحاول إقناعهم كثيرا، ولكن دون جدوى، وقد قال لى إنه مستعد يبيع الدنيا كلها من أجلي، فهو يحبنى بجنون، ولا يستطيع تخيل الحياة بدوني، المشكلة الأخرى أن أهلى مصرين أن يأتوا أهله، وأن يوافقوا ويحضروا الزواج كما تقضى الأصول، فهناك اتفاقات والتزامات، كما أنهم يرفضون فكرة زوجى منه أصلا دون رضا أهله.

أنا أحبه جدا، ولا أتخيل الحياة بدونه، وسعيدة بتعلقه وحبه لى لهذه الدرجة، ولا أدرى لماذا يصر أهلى وأهله على عادات وتقاليد عاف عليها الزمن، فنحن من سنتزوج وليس أهلى وأهله، وفى نفس الوقت أخاف أن أظلمه، ولهذا أطلب منك أن تقنعى أهلى بالزواج منه.

 

أهلا ومرحبا بكِ أختنا الحبيبة فى صفحة : استشارات أسرية بجريدة الفتح اليوم، وأشكر لكِ ثقتك بنا، وندعو الله أن نكون أهلا لهذه الثقة.

حبيبتي.. تريدين منى أن أقنع أهلك بالموافقة، فكيف لى ذلك إذا كنتُ شخصيا غير مقتنعة، أتدرين لماذا؟!

لأنه يقول لك أنه مستعد أن يبيع الدنيا كلها من أجلك.. نعم من أجلك أنتِ فقط، وهذا أكثر ما يقلقني، فمن يبيع أهله الذين تعبوا فى تربيته، فما أسهل أن يبيعك أنتِ.

حبيبتي.. ليس بالحب وحده يحيا الإنسان، وإن كان الحب مهما وأساسيا لعلاقة ناجحة، ولكنه ليس كل شيء، فليس بالحب وحده يحيا الإنسان، وليس الحب مبررا أن يعق أهله من أجل الزواج منكِ، فهذا ليس من البر.

أريدكِ أن تسألى نفسك بصراحة: هل تحبين هذا الخاطب أم تحبين تعلقه الجنونى بكِ؟!

فالزواج حبيبتى علاقة قائمة على المصاهرة، وكلمة المصاهرة معناها انصهار عائلتين معا ليصبح عائلة واحدة كبيرة، فهى علاقة بين عائلتين وليس بين الزوج والزوجة فقط، فبالطبع أبو الزوج سيكون جدًا لأولادك، وأخو الزوج سيكون عمك لأبنائك، وهكذا.

والأصول يجب أن تحترم، وكما قال أجددنا فى الأمثال: أهلك لتهلك، واللى ما لهوش خير فى أهله ما لهوش خير فى حد).

حبيبتى .. ربما ترين الموضوع من جانب واحد، والرؤية من زاوية واحدة رؤية ناقصة يشوبها الكثير من القصور، فأنتِ تنظرين بعين المحب، التى لا تبدى المساويا.

حبيبتي.. أهلك أكثر منكِ خبرة ودراية بالحياة، وهم أكثر الناس حبا لكِ وحرصا على مصلحتك ومستقبلك، وإصرارهم نابع من خوفهم على مستقبلك، وإليك بعض النصائح:

1- إياكِ والزواج بدون رضا أهله، وكذلك بدون رضا أهلك.

2- يجب أن تعرفى سبب رفض أهله للزواج منك، فربما يكمن الحل فى هذا السبب، فمعرفة سبب المشكلة هو أول طرق حلها.

3- - أخبريه إنكِ لن تقبلى أن تكونى سببا فى عقوقه لأهله.

4- إذا استطاع إقناع أهله، وتم الزواج، فكونى بارة بأهله، وعامليهم كما تعاملين أهلك، ولا تجعلى رفضهم لكِ فى البداية سببا لقطيعتهم أو عدم الإحسان إليهم وبرهم.

حبيبتي.. ربما يكون ردى عليكِ قاسيا، ولكنى كالجراح، الذى ربما يستخدم المشرط أحيانا، لأنه لا يوجد دواء غير الجراحة.

حبيبتي.. أخشى أن يكون تعلقكِ بالخاطب ليس قائما على التقييم الصحيح له، ولهذا أنصحكِ أن تحضرى ورقة وقلما، وتكتبى فى الجهة اليمنى من الورقة المزايا، وفى الجهة الأخرى العيوب، وتحددى بعين العقل لا القلب أى الكفتين أرجح، هل كفة العيوب أم المزايا، مع دعواتى لكِ بالتوفيق، ولا تنسى صلاة الاستخارة كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم.