الأستاذة / سمية رمضان
مستشار أسرى
كانت تستهوينى وأنا طفلة صغيرة اللعب بالنظارات الملونة، وكلما لبست نظارة أجد أن الأشياء كلها تحولت للون نظارتي، فأرى الأشياء حمراء أو خضراء أو صفراء، فأضحك لأننى أستطيع تغيير الألوان، ولم أكن أدرى وقتها أن الأشياء لا تتغير، ولكن نظارتى هى التى تغيرت.
ونحن الآن، قد نرتدي- دون أن ندري- نظارة تجعلنا نرى الأشياء بشكل مختلف، وربما تكون هذه النظارة ذهنية وليست زجاجية مثل نظارة الطفولة، وربما خسرنا الكثير والكثير بسبب أفكارنا السلبية أو نظرتنا السلبية لما حولنا من أشياء وأحداث.
لقد ذكرتنى النظارات القديمة هذه بقصة مدير مصنع للأحذية، أرسل مهندسًا فى مهمة لإحدى الدول النامية، وكان الهدف من الزيارة إنشاء أسواق جديدة للأحذية التى ينتجها المصنع، ولكن المهندس عاد ليخبر مديره أنه لا توجد أية فرصة للتسويق فى هذه الدولة، فأهل البلد لا يلبسون الأحذية.
وفى العام التالي، أرسل المدير إلى نفس الدولة مهندسًا آخر، فعاد ليبشّر المدير بأن هناك فرصة رائعة لتسويق الأحذية فى هذه الدولة؛ لأنه لا يوجد منافس للمصنع هناك.
إذن، المشكلة ليست فى الأشياء، ولكن فى نظرتنا للأشياء، وقد نضيع الفرص لأننا نراها فى صورة مشكلات.
النظارة السوداء
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة