الأستاذة/ سمية رمضان
مستشار أسرى
عمري 27 سنة.. كيف أستعيد الجو الإيماني الذي كنت اعيشه في فترة الجامعة.. قبل الزواج؟ عبير.
أهلاً بك ومرحبًا في جريدتك الفتح اليوم، وكم سعدت برسالتك هذه، أتدرين لماذا؟!لأني شعرت فيها مدى حرصك على زيادة إيمانك، فمن ذاق حلاوة الإيمان تمسك به، وأبى ألا يتنازل عن هذه السعادة، وعن تلك اللذة، لذة الإيمان بالله،
والشعور بمعيته- سبحانه وتعالى- فمن وجد الله فماذا فقد، ومن فقد الله فماذا وجد؟!
حبيبتي.. استنتجت من خلال رسالتك، أنك كنتِ مرتبطة بصحبة صالحة خلال فترة الجامعة، ساعدتك على الطاعة، ولكن بعد الزواج والانتقال إلى ظروف
مختلفة، ابتعدتِ عن هذه الصحبة، ولذلك فأنصحكِ بإيجاد صحبة صالحة بديلة، قد تكون من الجارات، أو الصديقات القريبات من سكن الزوجية، أو من خلال
المسجد، وإن لم تجدي، وكان لديك وقت فراغ، فعليكِ بعمل بعض الأنشطة الاجتماعية، مثل زيارة دور الأيتام، أو المشاركة في الأنشطة الخيرية، ولا تنسي أن
تستحضري النية في كل عمل تقومين به في البيت، حتى يكون في ميزان الحسنات، وأحسني إلى زوجك وذويه، وسددي وقاربي، وكوني قدوة عملية
لجارتك، فربما كنتِ منبرًا متحركًا بالدعوة من خلال سلوكك في تعاملك مع الجيران والأهل والأصحاب، فتحصلين على أجر كل من اقتدى بكِ.
حبيبتي –عبير- كوني عبيرًا إيمانيًا ينشر شذاه على كل الدنيا، وقدوة عملية لكل من حولك، وأكثري من الطاعات، والأعمال الصالحة، فالإيمان عقيدة وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
وأخيرا حبيبتي.. اثق في أنكِ ستكونين أقدر مني على معرفة ما يتناسب معك من أفكار، ولذلك أرجو أن تتواصلي معنا من خلال جريدتك الغراء لتعرضي علينا
وعلى أخواتنا الأفكار العملية المجربة، وفقك الله ورعاك، ورزقكِ سعادة الدنيا والآخرة، وجمعنا بك في الدنيا على محبته، وفي الآخرة في جنته
سؤالي يتعلق بتربية الشابات في هذا العصر وخاصة في ديار الغربة وهو خاص بولع هذا الجيل اللامحدود بالموسيقى الغربية إذ ينامون ويستيقظون
والموسيقى بآذانهم وبناتنا هن مسلمات القالب علمانيات الجوهر. ماذا تقترحين؟ إيمان
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك من اسمك الحظ الوفير، وأن يزيدك إيمانًا وثباتًا.أختي الحبيبة– إيمان- سعدت برسالتك جدًا، لحرصك على تربية أبنائك التربية السليمة، وبخاصة في بلاد الغرب، ومشكلتك –حبيبتي- تحتاج إلى جهدٍ كبير،وتعب، ولكني واثقة من نجاحك إن شاء الله.
في ديار الغربة حيث غياب القدوة في المدارس والجامعات وكل مكان، يكون العبء الأكبر على الأم والأب، فيجب أن نغرس في أطفالنا منذ الصغر، التمسك
بهويتهم الإسلامية، وكم سعدت بإحدى صديقاتي في بلاد الغربة، حرصت على التحدث مع أبنائها باللغة العربية، وكذلك زوجها، وكانت تحفظ أبناءها وبناتها
القرآن الكريم، ويلتقون بشكل يومي لتدارس آية من آياته، واستخلاص بعض الخواطر منها، وحفظ بعض الآيات بشكل يومي، وكانت تربيهم على أخلاقيات
الإسلام، حتى إن معظم أصدقائهم في بلاد الغربة تأثروا بهؤلاء الأبناء، بسبب أخلاقهم الحسنة.
وقد تذكرت- وأنا أتحدث إليك الآن- أن المسلمين، عندما سافروا إلى الهند في بداية الإسلام، رأوا الهنود يلبسون بعض الملابس الغريبة عليهم كعرب، فلبسوا
مثلهم، حتى لا يخاف الهنود من التعامل معهم، ونزلوا الأسواق، وتميزوا بأخلاقيات الإسلام، وعندما أعجب الناس بحسن خلقهم، كانوا يسألونهم عن سبب
هذه الأخلاق الحسنة، فيجيبون بأنها اخلاق الإسلام، فاعتنق الكثيرون الإسلام.
ولهذا– حبيبتي- علينا أن نبصر أولادنا بأن يأخذوا من الحضارة الغربية ما يناسب أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا، كما نهتم بالجوهر وليس المظهر، ففي الغرب نجدهم
يحرصون على العلم والتقدم، ويحترمون الوقت والعمل، وهي مبادئ وقيم لها أصل إسلامي، فلنعزز هذه القيم والأخلاقيات، ولنحذر كل الحذر ألا يكون لنا نصيب
من الحضارة الغربية سوى القشور، فنحن لنا ثوابتنا التي لا تتأثر ولا تتغير مهما اختلف المكان أو الزمان.
أعلم حبيبتي أن الأمر ليس هينا، ولكني واثقة بنجاحك، فالتربية مسئولية كبيرة، وبخاصة في مثل ظروفك. وفقك الله أختي إيمان إلى ما يحب ويرضى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إستشارات تربوية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة