الفشل شبح يطارنى.. فما الحل؟!

استشارات
طبوغرافي

الأستاذة/ سمية رمضان

مستشار أسرى

download

كيف أعالج الشعور بالإحباط واليأس، وعدم مواصلة الدراسة الجامعية نتيجة للرسوب؟
أهلا وسهلا بكَ أخي الفاضل، على صفحة استشارات أسرية، وشكرا لثقتك في جريدتنا الفتح اليوم، وندعو الله أن نكون أهلا لتلك الثقة.

لقد أثرت أخي الفاضل قضية في غاية الأهمية، وهي الطموح والأمل ، فلولا الأمل لما شعر أحدنا بالسعادة، ولكل منا أخي الفاضل حلمه وأماله، والمسلم، أقصى أمانيه الفوز بالفردوس الأعلى إن شاء الله، فالمسلم المؤمن لا يرتضى الدنية أبدا، بل يسعى لمعالي الأمور، فالجنة درجات، ولكنه يسعى للفردوس الأعلى، لأنه عالي الهمة، طموح متفائل..

هذا في الآخرة،، أما في الدنيا، فهو لا يرتضى لنفسه إلا الرفعة والسمو، ولهذا لا يستشعر اليأس أو الإحباط، فإيمانه يحميه، فهو يجتهد ويأخذ بالأسباب، ويبذل أقصى ما يمكنه من جهد، ثم يتوكل على الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، أما إذا لم يحالفه التوفيق والنجاح، فهو يعلم علم اليقين أنها أقدار الله، ويعتبر رسوبه اختبار من الله له، فيحميه إيمانه من اليأس ، والمؤمن يعلم أن من قلب المحن تولد المنح، وبعد أحلك أوقات الليل يبزغ فجر يوم جديد، فالمؤمن متفائل دائما.

ولكن إذا كان هناك نوع من التقصير في المذاكرة، فيجب عليه الانتباه ومحاولة تصحيح المسار، ويبدأ هذا التحول، من تحديد الأهداف، ووضع خطة لتحقيق تلك الأهداف، وكذلك العمل والجد والاجتهاد المتواصل، فالنجاح ليس سهلا، وكما يقول الشاعر:

لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فعليك أخي الفاضل بالتخطيط لحياتك، وترتيب الأولويات، وتحديد أهدافك، ووضع خطة لتحقيق تلك الأهداف، وعليك بعمل تقيم أسبوعي للأداء و المذاكرة، لمعالجة جوانب القصور أولا بأول، وليكن هدفك أن تكون الأول على دفعتك هذا العام، فإن تعذر ذلك فستحصل على تقدير متميز، وعليك أن تحدد الأمور التي تشغلك عن المذاكرة والاجتهاد، وتحاول بقدر الإمكان الابتعاد عنها، فالوقت نعمة عليك حسن استغلاله، ولتكن الأزمة التي مررت بها دافعا إلى الأمام للتفوق في دراستك إن شاء الله، وعليك أن تكون متفائلا واثقا من عون الله سبحانه وتعالى لك.

فكما يقول الشاعر:
وترى الشوك في الورد وتعمى.. أن ترى فوقها الندى إكليلا
أخي الفاضل... واثقة أنا في تفوقك المستقبلي إن شاء الله، فأنت أمل أمتنا في مستقبل مشرق، ولن تكون لأمتنا عزتها بلا شبابها الواعي الناضج المتميز..

ذكرت أخي مشكلة تكرار رسوبك، ولكنك لم تشر إلى السبب الرئيس تلك المشكلة، فربما كانت صحبة السوء، أو البيئة المحيطة بك غير مشجعة، ولهذا انصحك بأن تبحث عن أصدقاء جدد متميزين؛ ليأخذوا بيديك إلى التفوق والنجاح –إن شاء الله- فالصاحب ساحب، وكما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

أخي الفاضل.. اكتب على ورقك بخط واضح، أنا الأول على دفعتي، وعلق هذه الورقة في حجرتك، لأن الهف الواضح المكتوب يجعلك تتحفز دائما للمذاكرة والتفوق، كما أنه يرسل إليك الكثير والكثير من الرسائل الإيجابية، والتي ستجد لها نتيجتها المذهلة إن شاء الله.

وعليك تجنب الرسائلt السلبية من المحيطين بك، وساقص لك قصة من قصص التنمية البشرية، تقول القصة: قصه الطالب النائم .. تعلم معنا
في أحد الجامعات في دولة كولومبيا حضر أحد الطلاب محاضرة مادة الرياضيات وجلس في القاعة ونام بهدوء وفي نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلاب ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة وعندما رجع الى البيت بدأ يفكر في حل المسألتين. - كانت المسألتان في غاية الصعوبة ، فذهب إلى مكتبة الجامعة وأخذ المراجع اللازمة وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب.

وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب فذهب إليه وقال له يا دكتور: لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق!
- تعجب الدكتور، وقال للطالب: ولكني لم أعطيكم أي واجب والمسألتين التي كتبتهما على السبورة هي أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التي عجز العلم عن حلها.

(مازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة في تلك الجامعة الى الآن).
إنها القناعات السلبية، التي جعلت العلماء لا يفكرون في حل هاتين المسألتين، وأظن أن الطالب لو كان مستيقظا واستمع إلى كلام الأستاذ ما فكر في حلهما.

وأخيرا.. أدعو الله أن يوفقك ويعينك وأرجو أن تتابعنا بأخبارك وترسل لنا بتجربتك الناجحة لننشرها في التجارب الناجحة إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.