أخبار

قضايا الساعة

اشترك في النشرة الإخبارية لجريدة الفتح اليوم ليصلك كل جديد.

صفحتنا على الفيس بوك

حب النبي في الأزمة

Uncategorised
طبوغرافي

بقلم د . حمدى النورج

المعهد العالى للنقد الفنى‏

كل المشاعر قابلة للزيادة، يعرف الناس كيف يعبون من جعب الخير الكثير ويعرفون أيضا كيف تفتح حنفية المشاعر السوداء، وهديناه النجدين والقلب كما البحر لا يشبع من الاثنين: بحرك نورك، بحرك خيرك، بحرك صبرك، بحرك علمك، الجمال أيضا في امتزاج كل هذه المشاعر.


ما لون الخير الممزوج بقالب النور، ما لون النور الممزوج بقالب الصبر، ما لون الصبر الممزوج بعطر الحب، هذا هو بحرك الذي يقف علي شواطئه أهل قربك، يستبد بهم الحب فيفيض قلبك عليهم ويغرقون هم في بحر نورك، مجدافهم الصدق والحب.
لا عحب أن تجد قلوب الناس مصروفة إلي قلبك ولا تتعجب من احتواء قلوب الناس علي حب غيرك، كل الناس يدخرون في بحارهم حتي إذا فاض عم حبا وخيرا وهناك القلب مع كون اسمه قلب يفيض فيضر وأصحاب بحار الخير يعلمون جيدا كيف تزهو قلوبهم بالخير، هم يملكون الطريق، يعرفون فضيلة الذكر والتلاوة، يعرفون فضيلة الحديث الشريف ونوره، عيونهم على أهل الحب والعلم والمعرفة، قلوبهم مع أهل الله والضعفاء، أياديهم مع المحتاج المعوذ، وأقلامهم بالخير سيالة سائرة، نظرهم للبحر عبادة، وللوالدين عبادة، وللمصحف عبادة وللكعبة عبادة، هم يدركون تسبيح الأكوان كذلك هم مع حركة الأكوان لا يشذون ولا يفسدون، النظافة والمظهر دليل حسن تعبد، جمال القول وصدق اللسان دليل مسحة النور، البساطة والهدوء وحب الوطن دليل فهم وقدرة، الصبر والسعي وؤ سفن للوصول والحب. كلامهم عن الله وسعيهم بالله وأعمالهم بالله.. وهو أمر من عظمته يدق عن الفهم والتحري. الخير تصنعه المساجد، نعم وتصنعه أيضا المدارس والجامعات والمصانع والطرقات وضربات الفأس القوية وحركة الدودة المرصودة في مختبر الطب، لا عبرة بخطاب لا يدفع يتبني نهجا مطاطا فارغا لا يقدم.
أنا مؤمن بأنك تملأ وجهي بنفحة نور، أنا مؤمن بأن نورك يأتيني في كل مخلوقاتك عبر ضحكات الطفل وعطر الزهر، أفتح قلبي لإشارات جودك الذي لا ينقطع، أحسها في كل شيء.. أملأ قلبي بأنوارك حتي يفيض، قال الناسك وهو واقف على أعتاب ربه، يا رب كل أبواب الخير فعلتها فتقبل مني رضا وبركة.
وقال العابد يارب بحق قول استقيموا علمني أن أستقيم.. وقال العارف: يا من عرفتني بك اشغلني بك دون غيرك.. وقال المحب بحق قلبي المتسع بحب خلقك علمني أن أحب حتي تحب، وقال الله: ورحمتي وسعت كل شيء، ما الذي بوسع الواحد منا أن يفعله في دنياه.. الخط الزمني لأعمارنا جميعا يختزل في لحظات، تحكي عن الميلاد والأب والأم ثم التعليم والزواج والأبناء، سيرة ذاتية حياتية ناقصة لا تستوعب اللحظات الخادعة المسفوحة بالنسيان وهذا يلفت نظرنا للتدقيق في سلوك اللحظة، ماذا تفعل فيها وماذا تفكر وماذا تنتوي، اللحظات الشاهدة المكتوبة: لحظات تصنعها المشاعر الإيجابية التي تستمد من قلبك، مساحة الخواطر والفيوضات والتنزلات النورانية، حالة ترقب لحركة الزمن، ومثلها الهاجس السلبي الذي يهاجمنا جميعا، خط زمني دقيق وراصد، يتبقي منه فقط ما أحدثته من خير.. يستمر وينمو لكي يستمر خط زمنك السائل في خير ضع عليه علامات خير.