قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أن هناك أربعة أمور خارقة للعادة حدثت قبل بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكانت بمثابة إرهاصات لمولده–صلى الله عليه وسلم-، أولها ارتجاج إيوان كسرى فسقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته، وثانيها أن نار فارس خمدت والتي لم تخمد منذ ألف سنة، وثالثها أن غاضت بحيرة ساوة أي جف ماؤها، ورابعًا طلع نجم أحمد الذي وُلِدَ به «نجم لامع في السماء له خصائص تختلف عن غيره من النجوم»، منوهًا بأن الإرهاصة هي: أَمرٌ خارق للعادة يظهره الله لنبيّ قبل بعثته.ومنذ أزمان سحيقة تربض بحيرة ساوة مثل كائن خرافي وسط صحراء مدينة السماوة في أقصى الجنوب الغربي من مركز محافظة المثنى في الجنوب من بغداد، وتبعد عنها 282 كلم.
ذكرها المؤرخون والرواة كثيراً، كرهها الفرس باعتبارها كانت نذير انهيار إمبراطوريتهم، إذ يربطون بين فيضانها يوم ولادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وبين اهتزاز عرش كسرى. وأحبها العرب المسلمون باعتبارها بشارة الولادة المباركة، لكن بعيداً عن التاريخ، تعاند البحيرة – اللغز قوانين الطبيعة والتفسيرات الفيزيائية. فعلى الرغم من أنها تعيش ظروفاً مناخية شديدة الحرارة والتبخر، هي ظروف الصحراء الممتدة بين السعودية والعراق، المناخ الذي يبقى جافاً إلى شبه جاف، إلا أن مستوى مياهها بقي ثابتاً منذ أن عرفتها الجغرافيا.
وجزء من غرائبيتها أن مياهها إذا ما سحبت خارج البحيرة، تتحول إلى أحجار كلسية وكأنها ترفض مغادرة رحم البحيرة الأم، تماماً مثل بعض الحيوانات الحية التي تعوض ما يقتطع من أجسادها، فإن ساوه تعوض الأماكن التي تتهدم من سياجها الكلسي بتكلسات جديدة، ومن دون أن يتدخل الإنسان في ذلك، وهو ما لا يمكن لأي بحيرة أو نهر أو لكثير من الكائنات الحية القيام به كما تفعل (ساوه)، ومن هنا تجيء قناعة من يطالب بإضافتها كأعجوبة ثامنة تضاف إلى أعاجيب العالم السبع.
ظاهرة جيولوجية فريدة
حين فحص العلماء ماء ساوه مختبرياً، وجدوا شبهاً كبيراً بينه وبين مياه بحر قزوين الذي يبعد عنها آلاف الكيلومترات، فما الذي شابه مياه البحيرة بمياهه؟
هذا السؤال هو الذي حرّض بعثة علمية من الاتحاد السوفياتي على محاولة اكتشاف المشتركات منتصف سبعينيات القرن الماضي، غير أن ارتفاعها عن سطح بحر قزوين نفسه، ألغى فكرة التشارك هذه.
وأخذت عينات من ماء ساوه وأخضعت مختبرياً، لتضاف دهشة جديدةفقد اكتشفوا أن كثافة الماء تفوق كثافة مياه الخليج العربي وكثافة البحار عموماً، أما نسبة الملوحة فقد بلغت حوالي 1600 جزء بالمليون، وهو رقم غير معقول ولم يجد التفسير طريقاً للفرق البحثية.
كبريت.. وأسماك عمياء
مياهها لا تشبه مياه البحيرات ولا المياه العذبة، ومنذ أزمان عرف أنها تداوي الأمراض الجلدية لوجود تركيبة كيميائية يكثر الكبريت فيها، مثلما يروي الأهالي عنها شائعات، كتلك التي نقرأها في قصص الخيال العلمي أو نشاهدها في أفلام الرعب، تفيد بوجود الجن والأرواح في مناطقها، ولذلك ينصحون بتجنب زيارتها ليلاً. وكما مياهها الغريبة، وأحجار سياجها الأغرب، فثمة ما لا يقل غرابة أم لم يفق الاثنين معاً، ففي كل مياه العالم – باستثناء البحر الميت طبعا ً- توجد أسماك صالحة للصيد والأكل إلا في بحيرة ساوه، فأسماكها المكتشفة وجدت عمياء، ويمكنك أن ترى هيكلها العظمي من خلال جلدها الشفاف جداً، وفور خروجها من الماء تذوب في الكف مباشرة مثل قطعة سمن نباتي.
أسرار بحيرة ساوة ..إحدى بشارات ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم... العدد 48
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة