أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ضرورة الأخذ بما جاء به الرسول (صلى الله عليه وسلم) واتباع أوامره ونواهيه جملة وتفصيلا وليس العمل ببعض ما جاء به وترك بعضه، مشيرا إلى أنه إذا كان الرأي على جواز صلاة التراويح في البيت وصلاتها في المسجد -مع ترجيح لهذا أو ذاك- فإن ذلك كله مرتبط بالأحوال العادية الطبيعية، والأمر مختلف في أوقات النوازل والجوائح التي يُقدم فيها الحفاظ على النفس على ما سواه.
وقال وزير الأوقاف -في تصريحات اليوم الأربعاء- إن النبي (عليه الصلاة والسلام) هو من علمنا أن نقول: "حي على الصلاة"، وهو من علمنا أن نقول في آذان النوازل والشدائد: "صلوا في رحالكم" ومتى نقولها.
وأوضح أهمية أن التأمل في العناوين الفقهية التي وضعها الأئمة الكبار ومنهم الإمام مسلم (رضي الله عنه) عند التعامل مع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث أفرد الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد بابًا لاستحباب صلاة النافلة في البيت، تحت عنوان: "باب استحباب النافلة في بيته وجوازها في المسجد"، حيث أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة في البيت وصفة الجواز على صلاتها في المسجد، وذلك لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي أخرجه الشيخان: الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت (رضي الله عنه) "أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ"، مضيفا: "والحديث في أعلى درجات الصحة".
وتابع أن الترمذي أخرج -في سننه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- أيضا عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ" (سنن الترمذي: أَبْوَابُ الصَّلَاةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) باب: (مَا جَاءَ فِي فَضْلِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ)، مشيرا إلى ذكر أهل العلم أن لصلاة النافلة في البيوت فوائد منها: حصول البركة بالصلاة فيها، وشهود الملائكة لها، ونفرة الشيطان منها.
وقال وزير الأوقاف: أما فيما يخص صلاة قيام رمضان (التراويح) فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) اتَّخَذَ حُجْرَةً، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَصِيرٍ فِي رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ" (صحيح البخاري، كِتَابُ الْأَذَانِ، بَابُ صَلَاةِ الليل).
وأكد أنه إذا كان رأي أهل العلم قد أجمع على تعليق الجمع والجماعات في المساجد، حفاظًا على النفس البشرية من باب أن الساجد قبل المساجد، وأن الحفاظ على حياة الساجد من الهلاك أولى من عمارة المساجد. فإن تعليق صلاة التراويح في المساجد أولى، وإذا كان أهل العلم والاختصاص قد أكدوا أن إقامة الجمع والجماعات بالمخالفة لقرارات جهات الاختصاص إثم ومعصية؛ فإن جمْع الناس للتراويح في المساجد أو الساحات أو البدرومات أو أسطح المنازل بالمخالفة لتوجيهات جهات الاختصاص، بما قد يسهم في نقل العدوى بفيروس (كورونا) المستجد ويعرض حياتهم للخطر هو من باب أولى إثم ومعصية.
وزير الأوقاف يدافع مجددا عن غلق المساجد: النبي علمنا «صلوا في رحالكم»
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة