تكتسي الصحراء في أطراف قرية كامينبيرو بولاية ميتشوكان المكسيكية، بغطاء أخضر من الصبار البستاني، الذي يستخدمه المكسيكيون لصنع طبق "الناتشو" الشهير، وله رمزية لدرجة أنه شعار لعلم المكسيك، ولكن شركة "نيبالمكس" بقيادة روجيليو لوبيز وميغال أكاي، توصلت لاستخدام أقوى للصبار، إذ جعلته وقودا طبيعيا صديقا للبيئة لأهل القرية مع خطة للتوسع.
يقول ميغال، لـ"بي بي سي" البريطانية، إنهم وجدوا في الصبار ضالتهم؛ لأنه خيار بيئي ممتاز لما ينتجه من الوقود، وخيار اقتصادي في صناعة شيبسي التورتييا بأقل التكاليف، وفائدته الاجتماعية لتوفير فرص العمل والحد من الهجرة.
ونجح ميغال في تشغيل مقرات الشركة وحقولها الزراعية بالوقود الطبيعي من الصبار، بينما اتفق مع حكومة ولاية متشوكان على تزويد كل سياراتها الحكومية كالشرطة والإسعاف بالوقود البيئي.
ويقوم عمال الشركة بمعالجة قطعة الصبار لاستخراج الدقيق المستخدم في صناعة الشيبسي، ومن ثم يتم خلط لب القطعة المتبقي بفضلات الأبقار ووضع المزيج في وعاء تخمير يتم تسخينه، ومن ثم تقطيره للحصول على الوقود الطبيعي.
ويضيف ميغال، أن الهكتار ضعيف الخصوبة من الصبار بإمكانه إنتاج بين 300 إلى 400 طن وقود طبيعي، بينما بإمكان الهكتار الخصب إنتاج بين 800 إلى 1000 طن وقود.
وتقول توريسا دومينيك، محاضرة التصنيع البيئي في منظمة يو سي إل للطاقة المستدامة، إن الصبار يمتاز عن غيره من المحاصيل المنتجة لـ97% من الوقود الطبيعي كقصب السكر والذرة والصويا وزيت النخيل؛ وذلك لأن الصبار أقل استهلاكا للمياه وينشأ في الصحراء، فهو لن يجور على الغابات أو أراضي زراعية كانت تنتج محاصيل غذائية، وبجانب ذلك فهو قائم على صناعة شيبسي التورتييا، وبالتالي يملك فوائد اقتصادية تدعم استمراره.
ويقول جوان فرانسيسكو، المسئول عن مشاريع الوقود الحيوي بمركز سينفيستاغ الوطني، إن الصبار يحوي كميات كبيرة من السكر تجعله مصدر طاقة قوي، بينما تملك المكسيك الكثير من الصحاري ما يجعلها موطنا جيدا للكثير من حقول الصبار.
ويقول ميغال، إنه يدرس توسيع الاستفادة من الصبار لجعله بديلا عن التغليف البلاستيكي للمواد.
الصبار.. وقود صديق للبيئة في إحدى قرى المكسيك
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة