حذر بحث طبي جديد، من أن أكثر من مليون من الفتيان والفتيات الأمريكيين سيعانون من السمنة في حال استمرار غلق المدارس حتى نهاية العام، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
فقد أكد البحث الطبي الجديد، الذي أجري في كلية "براون "للطب بجامعة "واشنطن"، على أن الارتفاع الحاد في أنماط الخمول والكسل بين الأطفال في أعقاب إغلاق المدارس والأندية الرياضية يسهم بشكل مباشر وحاد في تعزيز عبء مشكلة البدانة على الأطفال في الولايات المتحدة.
وقالت "آن ريبون"، الأستاذ المساعد في كلية "براون" للطب في جامعة "واشنطن": "إنه إذا استمر إغلاق المدارس حتى نهاية عام 2020، فهذا قد يزيد معدل السمنة لدى الأطفال في الولايات المتحدة بنسبة 2.4%، وهو ما يُترجم إلى 1.27 مليون حالة سمنة طفولة جديدة بحلول مارس 2021".
وشدد الباحثون، في سياق نتائج بحثهم التي نشرت في عدد يونيو من مجلة "الرياضة والعلوم الصحية"، على أن سمنة الأطفال هي بالفعل مشكلة صحية عامة ضخمة، تؤثر على 13.7 مليون (حوالي 19%) من الأطفال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 (وفقًا لإحصاءات 2017-2018)، بالإضافة إلى ذلك، حتى قبل ظهور فيروس كورونا كان أقل من ربع الأطفال يستفيدون بإرشادات التمارين التي أصدرتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، حيث تنصح الوكالة بأن يحصل الأطفال على ساعة واحدة على الأقل من النشاط المعتدل إلى القوي في اليوم.
واعتمد الباحثون في بحثهم على مؤشر كتلة الجسم وبيانات السمنة التي تم جمعها في دراسة عام 2011 التي تتبع أنماط الوزن بين أكثر من 15،500 طفل، من رياض الأطفال حتى الصف الخامس.. تم توقع مسارات السمنة حتى مارس 2021 على أساس أربعة سيناريوهات محتملة.
افترض السيناريو الأول أن إغلاق المدارس استمر شهرين فقط قبل رفعه في مايو، فيما توقع الخيار الثاني أنه بعد عمليات الإغلاق لمدة شهرين، ستنخفض مستويات النشاط البدني بنسبة 10% طوال فصل الصيف، وبينما تصور احتمال ثالث إغلاق مدارس إضافية حتى أكتوبر المقبل، واستكشف سيناريو نهائي ما سيحدث إذا بقيت المدارس مغلقة حتى ديسمبر.
ثم تمت مقارنة جميع السيناريوهات الأربعة باتجاهات السمنة ما قبل الوباء النموذجية، بعد أخذ نشاط الأطفال الموجود سابقًا والعادات الغذائية. ومن المرجح ان يتسبب غلق المدارس والأندية الرياضية إلى إرتفاع معدلات البدانة لدى الأطفال بنسبة تصل إلى 0.64% بحلول مارس المقبل، هذا، سينتج عن السيناريو الثاني زيادة بنسبة 1% تقريبًا في سمنة الأطفال، بينما سينتج عن السيناريو الثالث قفزة بنسبة 1.7%. وفي حال استمر إغلاق المدارس حتى ديسمبر، فستكون النتيجة ارتفاعًا بنسبة 2.4% بين الجنسين وجميع الأجناس، (توقعت المحاكاة فقط خطرًا أعلى قليلاً للسمنة بين الأولاد وبين الأطفال السود واللاتينيين).
يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه "لونا ساندون"، مدير البرامج في قسم التغذية الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة تكساس الجنوبية الغربية في دالاس، عن عدم اقتناعها بالنتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة، وتساءلت "ما هو الدليل الذي يجب أن نقوله أن الأطفال لا يحصلون على نفس القدر من النشاط البدني الذي قاموا به خلال اليوم الدراسي العادي؟ يمكن أن يحصلوا بالفعل على المزيد من النشاط أثناء وجودهم في المنزل". ومع ذلك، تتفق "لونا ساندون" على أن هناك قيمة في الآباء الذين يبذلون جهودًا متضافرة لمساعدة أطفالهم على تناول الطعام بشكل جيد والبقاء نشطين مهما استمر الجائحة.
دراسة تحذر: الحجر الصحي يدفع الأطفال نحو البدانة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة