«أ.ش.أ».. مبادرة الرئيس السيسي «نحو مجتمع يفكر ويبتكر» تحقق نتائج مبهرة

أخبار
طبوغرافي

الإنسان المصري أهم وأغلى ما تمتلكه الدولة المصرية من ثروات، و مصر الجديدة تولي أهمية قصوى لبناء الإنسان صحيًا وثقافيًا وعلميًا، هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أكثر من مناسبة منذ توليه مهام المسئولية قبل ست سنوات.

ولأن النظام التعليمي من الركائز الأساسية الذي عمل الرئيس السيسى على تطويرها خلال السنوات الماضية، فقد أطلق مبادرة "نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر" عام 2014، وكان ثمار هذه المبادرة إطلاق مشروع "بنك المعرفة المصري" عام 2015، وبدأ العمل به مطلع العام 2016، باعتباره خطوة نحو بناء المجتمع الحديث عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكلٍ ميسر لكل مواطن.

ويعد بنك المعرفة المصرى، أكبر مكتبة رقمية في العالم تتكون من المحتوى المعرفى لأكبر دور للنشر في العالم، وربط منظومة المناهج ببنك المعرفة حيث إن فكرته بنيت على أساس تكوين محتوى معرفي عالمي في جميع المجالات المختلفة ولجميع الأعمار باستخدام التكنولوجيا مع إتاحة مصادر المعرفة المختلفة لـ100 مليون مصري دون تكلفة.

ويحتوي بنك المعرفة المصري على كتب ثقافية لعامة الناس وتتضمن كتباً تستهدف الأطفال يتم استخدامها من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخلوية الذكية والتابلت في جميع أرجاء مصر.

وبالتوازي مع إطلاق بنك المعرفة، عملت وزارة التربية والتعليم على إعادة النظر في منظومة التعليم التقليدية لرفع مستوى مصر في التصنيفات العالمية، والعمل على بناء نظام تعليم عصري لاستبدال النظام القديم، ومن هنا بدأت فكرة ولادة منظومة التعليم الجديدة التي بدأت بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي في سبتمبر 2018، والصف الاول الثانوي مع الاعتماد على التحول الرقمي والبنية التكنولوجية في منظومة التعليم، باعتبارهما عاملان مهمان لاستمرار العملية التعليمية.

وقد بدأ تطبيق النظام الجديد خلال العام 2018 على مرحلة الروضة والصف الأول الابتدائي، هذا النظام شمل بناء مناهج جديدة تختلف اختلافا تماما عن المناهج في النظام القديم ووضعت وفق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، بالإضافة إلى اختلاف طرق التدريس على مستوى المدارس بجميع محافظات مصر والبالغ عددها 55 ألف مدرسة.

وتعتبر المناهج الجديدة التي تدرس الآن في المدارس المصرية من أفضل المناهج التي تدرس على مستوى العالم وهي مناهج خاصة بمصر تم إعدادها، حيث إن الكتب الجديدة ترسخ الهوية المصرية ومتسقة مع المعايير العالمية وتم اعدادها مع دول تحتل المراكز الأولى في التصنيفات العالمية الخاصة بالتعليم وهذه الكتب استثمار لمصر لمدة 50 عاما على الأقل.

وفي هذا الإطار، أعلنت الوزارة الانتهاء من بناء مناهج 5 سنوات دراسية كاملة من أصل 14 سنة وسيتم الإسراع في بناء المناهج الجديدة الخاصة بالـ9 سنوات دراسية الباقية خلال 3 سنوات بتكليف رئاسي، كما يوجد الآن 6.5 مليون طالب مطبق عليهم نظام التعليم الجديد على مستوى مصر في مرحلة الروضة والصفين الأول والثاني الابتدائي.

وفى المرحلة الثانوية، قامت وزارة التربية والتعليم بتسليم كل طالب بالصف الأول الثانوي جهاز تابلت بتكنولوجيا الـG4، مع ربط منظومة المناهج ببنك المعرفة ، ومع تطبيق منظومة الامتحانات الالكترونية وبنظام الكتاب المفتوح "open book"، وإلغاء نظام البوكليت والاستخدام الإلكترونى للتصحيح والاختبار، حيث يعتمد النظام الجديد على تحويل الطالب من التعليم الى التعلم وممارسة النشاط والفهم فى النظام الجديد.

ولتطبيق هذا النظام، تعاقدت الوزارة على شراء 700 ألف تابلت لتوزيعه على طلاب الصف الأول الثانوي عام 2017، كما تعاقدت الوزارة خلال عام 2018 على شراء 700 ألف جهاز لتوزيعه على الدفعة الجديدة لطلاب الصف الأول الثانوي، وأخيرا تم التعاقد خلال العام الماضي على شراء 770 ألف جهاز جديد سيتم استلامهم خلال العام الجاري لتوزيعهم على دفعة الصف الأول الثانوي 2020-2021 ليصل عدد أجهزة التابلت التي تم التعاقد عليها أكثر من مليوني جهاز، كما انتهت الوزارة من توصيل شبكات الإنترنت فائق السرعة "فايبر" في 2530 مدرسة.

ونجحت الوزارة على الرغم من الصعوبات التي واجهتها خلال السنوات الماضية من تقديم خدماتها لأكثر من 22 مليون طالب على مستوى مصر، من إنشاء مدارس وفصول جديدة، وفصول ذكية لتقليل الكثافات داخل الفصول وتدريب المعلمين على النظام الجديد وشراء أجهزة التابلت وتوزيعها على طلاب المرحلة الثانوية.

وبما أن المعلم هو العنصر الأساسي في عملية التطوير، ويوجد أكثر من مليون و300 ألف معلم على مستوى مدارس مصر نظمت الوزارة دورات تدريبية مكثفة لمعلمي رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مدار العام مع وجود معلم الفصل الذي يصعد مع الطلاب إلى الصف الرابع الابتدائي وفق العمل بالمنظومة الجديدة، كما أن هناك دورات تدريبية لمعلمي الصفوف الثانوية مع التركيز على نواتج التعلم وليس الامتحانات، وهناك تدريب للقيادات ومديري المدارس والمديريات للتدريب على كيفية إدارة المدارس وفق المنظومة الجديدة على مدار العام بوسائل متعددة وباستخدام التكنولوجيا.

من جهة أخرى، تعتبر المدارس المصرية اليابانية من أهم انجازات وزارة التربية والتعليم خلال الأعوام السابقة، والتى تم بدء الدراسة بها عام 2018، بالتعاون مع مؤسسة جايكا اليابانية ، حيث تم افتتاح 41 مدرسة في 20 محافظة، وجاري الانتهاء من 55 مدرسة أخرى سيتم افتتاحها تباعا العام المقبل، وتم قبول 13 ألفا و240 طالبا لرياض الأطفال والأول والثانى الابتدائى في المدارس المصرية اليابانية، فيما تم تعيين 697 معلما بالإضافة إلى المديرين والوكلاء، وتم إنشاء تلك المدارس وفق تصميمات ومعايير عالمية، لجذب الطلاب وممارسة الأنشطة، حيث تضم المدرسة فراغات كبيرة للطالب لممارسة الأنشطة، بالإضافة إلى تجهيز الفصول على أعلى مستوى بكافة الإمكانيات المتاحة.

ولم يقتصر دور الوزارة على تجربة المدارس المصرية اليابانية، بل شرعت الوزارة في انشاء المدارس المصرية الدولية الحكومية لتقديم خدمة تعليمية متميزة بأسعار مخفضة، ومنافسة المدارس الدولية الخاصة، في إطار حرص الوزارة على تقديم خدمة تعليمية متميزة بمستوى عال من الجودة يضاهى ما تقدمه المدارس التى تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة (دولية) وبمصروفات دراسية أقل من مثيلاتها من المدارس الدولية الخاصة، وتسعى الوزارة إلى تعميم تلك التجربة الرائدة فى جميع المحافظات.

وقد أعلنت الوزارة عن بدء تشغيل مجموعة من المدارس الحكومية الدولية، بالتعاون مع مؤسسة المدارس الدولية في مصر، بمحافظات القاهرة، والقليوبية، والإسكندرية، والغربية، والدقهلية، وبورسعيد، العام الدراسى 2018-2019.

وفى مجال التعليم الفني سعت وزارة التربية والتعليم الى تطوير منظومة التعليم الفني، لتخريج العمالة الفنية التي تجيد المهارات المطلوبة من اجل تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة لجعل مصر قادرة على المنافسة مع الدول المتقدمة، والعمل على تغيير الصورة الذهنية المرسخة في أذهان المصريين عن التعليم الفني.

وفى هذا الإطار، بدأت الوزارة في تنفيذ تكليفين للرئيس عبد الفتاح السيسي في شأن تطوير التعليم الفني، الأول بإنشاء هيئة مستقلة لاعتماد جودة التعليم الفني، والثاني إنشاء أكاديمية لتأهيل وتدريب معلمي التعليم الفني، بعدد من الفروع في المحافظات.

وانتهت الوزارة من صياغة مواد مشروع القانون الخاص بالهيئة، تمهيدا لإرسالها لمجلس الوزراء، ومن ثم مجلس النواب لإصداره قريبا، حيث سيكون للهيئة مجلس إدارة ومجلس أمناء.

وتعتبر مدارس التكنولوجيا التطبيقية من أهم المشروعات التى تعمل عليها الوزارة خصوصا بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة تلك المدارس على مستوى الجمهورية، وتكثف الوزارة جهودها حاليا لزيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية بجميع محافظات مصر من 11 مدرسة إلى 100 مدرسة على الأقل بحلول عام 2030.

وفي هذا الإطار، نجحت الوزارة وبالتعاون مع القطاع الخاص في إنشاء وتطبيق مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وهى شراكة ثلاثية بين الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص أو القطاع العام ممثلا في أحد المستثمرين أو في هيئة دولية، بالإضافة إلى هيئة جودة مستقلة لإدارة مثل هذه المدارس.

كما بدأت الوزارة منذ مارس 2019 فى تنفيذ خطط تطوير مناهج التعليم الفني في مصر، حيث تقوم بإجراء تحول جذري في برامج التعليم الفني لكي تصبح ملبية لاحتياجات سوق العمل كما تنص المادة 20 من الدستور المصري الصادر عام 2014.

ومن أهم المتطلبات في خريج المدراس الفنية اتقان الجدارات التي تتطلبها المهنة التي سيمتهنها، ويمكن تعريف الجدارات بانها مجموعة المهارات والمعارف والسلوكيات التي يجب أن يتمتع بها الخريج لاتقان المهنة، وبالتالي يقوم خبراء قطاع التعليم الفني بالوزارة بعقد جلسات مكثفة مع الصناعة للتعرف على هذه الجدارات، وإعادة تصميم المناهج بناء عليها.

وبالفعل تم الانتهاء من تحديد الجدارات المطلوبة لعدد 36 مهنة تتضمن جميع المهن في التعليم الفندقي والتعليم الزراعي والتعليم التجاري، بالإضافة إلى 14 مهنة في التعليم الصناعي، وتم تصميم دليل للطالب ودليل للمعلم ووحدات دراسية تغطى المناهج الدراسية لهذه المهن، وتم تطبيق هذه المناهج المطورة في 105 مدارس موزعة على جميع محافظات الجمهورية وعلي مختلف نوعيات التعليم الفني الصناعي والزراعي والفندقي والتجاري، لخلق ثقافة تطبيق منهجية الجدارات عند كل المعلمين، وتم بالفعل تدريب 3 آلاف معلم حتى الآن، كما تم تغيير نظام تقييم الطالب ليؤكد علي حتمية اتقان الطالب لجميع الجدارات المطلوبة للمهنة حتي يمكن منحه شهادة الدبلوم.

ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تحديث مناهج بقية المهن وتصفية المهن غير المطلوبة خلال العامين المقبلين، وسيتم تطبيق المناهج المحدثة بمنهجية الجدارات في 400 مدرسة إضافية خلال العام الدراسي القادم 2020-2021.

كما نجحت الوزارة في عقد شراكات مع العديد من الجهات الدولية حيث إن بنك المعرفة المصري لديه شراكة مع 33 مؤسسة معرفية دولية على مستوى العالم، مثل مؤسسة ديسكفري التعليمية، ناشيونال جيوغرافيك، شركة بيرسون لخدمات التقييم وغيرهم الكثير، بالإضافة الى الشراكات مع البنك الدولي، الفاو، جايكا، اليونيسيف واليونسكو، هذه المؤسسات والمنظمات تروج لنظام التعليم الجديد في مصر وساهمت بشكل كبير في تطوير قطاعات الوزارة مثل مركز تطوير المناهج، مركز تقييم الامتحانات.

وتنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي وحفاظا على صحة الطلاب قامت الوزارة بالتنسيق مع وزارة الصحة بإجراء تحليل "فيروس C وB" لأكثر من 20 مليون طالب، بالإضافة إلى تنظيم حملة القضاء على التقزم والأنيميا على طلاب المرحلة الابتدائية.