اخرج من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبًا

أخبار
طبوغرافي

الحكمة الخامسة والعشرون "اخرج من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبًا"

الأوصاف البشريه للإنسان: أنه فقير، أنه حسود، أنه حقود، أنه ظالم لنفسه، أنه كثير الشك، أنه متردد، أنه ظلوم، أنه كفار، أنه عنيد، أنه متبع لهواه، أنه جاهل، أنه مخطىء، كل هذه الأوصاف جاءت فى القرءان الكريم أوصاف بشرية: { إن الإنسان لظلوم كفار} مثلًا.

كل هذه الأوصاف الإنسان يحاول أن يخرج منها: ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد ) كل إنسان عنده مظاهر، وصور فى ضعف بشريته هكذا خلقه الله، فالبصمة الوراثية تقول إنه سريع الغضب، لكى يتغير من سريع الغضب إلى بطىء الغضب إذن يلزمه الخروج من الأوصاف البشرية إلى الأوصاف الربانية.

فالبداية نعلمه كيف يتغلب على غضبه، وكيف يكظم غيظه، فإن تعلم ذلك خرج بذلك من الأوصاف البشرية.

نعلمه وسائل كظم الغيظ كالوضوء، والصلاة، وقراءة القرآن، والاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم، حتى يخرج من الأوصاف البشرية إلى أوصاف العبودية الكاملة لله الملك.

ما من إنسان يا سادة يا كرام إلا وفيه عيوب ولد بها، لماذا ولد بها؟ لأن الإنسان مجبول على العجلة: ( وكان الإنسان عجولا ) لا يستطيع الإنسان أن يغير صفة العجلة هذه، ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "العجلة من الشيطان والتأنى من الرحمن"

نحتاج إلى برامج تهذيبية كثيرة للتغلب على صفة العجلة.

حكمة اليوم حكمة رائعة بل أكثر من رائعة، لأن الإنسان لو استسلم لأوصاف بشريته سيكون فى الدنيا من أهل البوار، وفى الآخرة من أهل النار، لا تغضب لا تغضب، لماذا؟ لأن الإنسان فى الأساس كثير الغضب فيعلمه سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه أن يكبح جماح نفسه، وأن يضغط على مشاعر الثورة التى فى داخله.

 بعض الناس عندهم شهوة الحسد يتلذذ بالنظر إلى مافى يد غيره، والحقد عليه، كيف يتغلب الإنسان على هذا الخلق الذميم؟ نبدأ نعلمه السنة النبوية الشريفة فى علاج الإنسان الحاسد لنفسه والحاسد لغيره.

كل هذه أوصاف بشريه ـ

يقول الله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة}

فالذى يشتمك، ويسبك، لا تقل له: أستطيع أن أشتمك بأقبح مما شتمتنى به.

حكمة اليوم لو استفدنا بها فى حياتنا فهى من أقوى الحكم التى سأقولها فى حياتى كلها.

نبى الله نوح عليه السلام ينادى على ابنه: يابنى اركب معنا، اخرج من أوصاف بشريتك، نادى عليه يا بنى اركب معنا ولكنه بدلًا من أن يركب مع أبيه ركبه العناد، وركبه الكذب، وركبه الكفر، فلو تخلى عن هذه الأوصاف لركب مع والده، لماذا أنت مكدر البال، عابس الوجه؟ لماذا تقابل الناس وأنت بهذه الصورة، تبسم فى وجوه الناس حتى ولو كنت فى داخلك حزينًا.

فلو كنت مدرسًا فما ذنب التلاميذ حتى يروك بهذه الصورة؟

وإذا كنت سائقًا فما ذنب الركاب الذين تكشر فى وجوههم صباحًا ومساءً؟

 اخرج من أوصاف بشريتك، وفك تجاعيد وجهك بليونة الابتسامة، فإن تبسمك فى وجه أخيك صدقة، حكمة اليوم بصراحه تغير أخلاق جميع الناس، خاصة بعض الناس الذين يبالغون فى رد الفعل، ويتعاملون مع الآخرين بالحديد والنار.

انظر إلى بخل الناس يظل طوال حياته يجمع الأموال، ويحرم نفسه من التمتع بها، ويحرم الفقراء والمساكين منها، وهو مسكين لم يدرك أن الكفن ليس له جيوب كى يضع فيها هذه الأموال، فيظل فى بخله هذا حتى يقتله.

كذلك حب النفس، وذلك ما نسميه بـ"الأنانية".

هذه الصفات موجودة فى أغلب الناس، فالأنبياء هم الذين سلموا من هذا.

سيدنا موسى عليه السلام يغضب لكن غضب سيدنا موسى غضب مبرر .

غضب لله بأمر ربانى، ليس كغضبنا الذى يقوم على الطيش، وعلى عدم التروى، لا غضبًا لله، يقول الملك :{ ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح}

ورغم هذا أيضا يقول الله على لسان موسى : {قال رب اغفر لى ولأخى وأدخلنا فى رحمتك}

ما هذا الجمال؟ الإنسان لابد، وأن يخرج عن الأوصاف الاعتيادية .

الإنسان يحب المال: { وإنه لحب الخير لشديد}

ثم يبين الله عز وجل أن الإنسان خاتمته قريبة وحتمية: ( أفلا يعلم إذا ما بعثر ما فى القبور، وحصل ما فى الصدور)
ما هذا الجمال؟

لماذا تحب المال بهذه الصورة؟ سيذهب وستسأل عنه يوم القيامة، وستُكوى به إذا لم تؤدِّ حق الله فيه.

أنت ضعيف، ولكنك إذا قلت لاحول ولا قوة إلا بالله فإنك تصبح قويًّا، اخرج يا أخى، أخرج من جبنك، وتخاذلك إلى شجاعة الإيمان، وقوة اليقين، واستعن بالله، ولا تعجز، اخرج من عجزك إلى مناصرة أهلك، وإخوانك ونصرة الحق، اخرج من صمتك إلى جهرك بالحق، لا تدع أوصافك البشرية تعطلك: {إنى أعظك أن تكون من الجاهلين} الله أكبر : {وما أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى} اخرج من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس المطمئنة .

اخرج من متابعة الأفلام، والمسلسلات، والمسرحيات إلى متابعة القرءان، والذكر، والحكم، والنور، ودروس العلم، اخرج من تفضيل زوجتك على أمك إلى الموازنة بمشاعرك بين أمك، و أولادك، وزوجتك.

 اخرج من نظرات الغدر بالآخرين إلى نظرات الرضا بما أعطاك رب العالمين،  اخرج من الجاهليه التى لازالت تسيطر عليك، فتجعلك تخطىء وتخطئ ولا تعترف بالخطأ، اخرج من هذه الجاهلية إلى الاعتراف بالحق، {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} الله أكبر، اخرج من سوء الظن بالناس، وسوء الظن بالله إلى حسن الظن بالله، وحسن الظن بالناس، اخرج من حالة عدم الرضا إلى حالة الرضا بالله، والرضا عن الله.

حكمة اليوم حكمه قصيرة لكنها معبرة، وهادفة، وقوية .

اجعلها صفحة جديده اخرج بها من أوصاف بشريتك إلى اوصاف عبوديتك، اخرج من أوصاف بشريتك لتكون لنداء الحق مجيبًا، اخرج من مظاهر ضعفك.

 اللهم إنى أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل.

اجعل شعار حياتك:

(استعن بالله ولا تعجز) ـ

 اجعل شعار حياتك:

 ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) .

اجعل شعار حياتك:

 ( ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار )

اجعل شعار حياتك:

 ( ومالى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون )  

كانت هذه الحكمة الخامسة والعشرون من الحكم العطائية

(اخرج من أوصاف بشريتك إلى أوصاف عبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبًا)