الحب بين الوالدين وأبنائهما نعمة لا يعرفها إلا من فقد أحد والديه أو كليهما، إلا أن البعض يشعر بالتقصير تجاهما ويتساءل
هل لعاق والديه من توبة بعد موتهما؟!
وتتساءل إحدى السيدات وتستفسر قائلة: توفيت والدتي منذ فترة، وأنا نادمة على الأيام الأخيرة التي قضتها والدتي معي؛ حيث
كانت تطلب مني أن أقضي لها طلبات، فكنت ألبيها لها بالنهار، ولكن بالليل أكون متعبة فلا أقضي لها شيئًا، وأطلب منها أن
تتركني لأني متعبة وأذهب لأنام، وبعد وفاتها أنا في حالة من الندم الشديد، فهل عليَّ إثم؟ وما كفارة ذلك؟
إذا كنْتِ تشعرين بالتقصير تجاه أمِّكِ فلْتتوبي إلى الله تعالى بالندم والاستغفار ولتكثري من العمل الصالح، ولتكثري أيضًا من
الدعاء والاستغفار لأمك، وعليك بالتصدق عنها وهبة ثواب الأعمال الصالحة لها، واعملي على صلة رحمها وإكرام معارفها؛ فقد
جاء رجل إلى النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبرَّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَم؛
الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» رواه أبو
داود وابنُ ماجه وصححه ابن حِبَّان.