كثيرة هي الأعمال الصالحة؛ وهذا من رحمة الله علينا، وكل منا يسارع إلى العمل الصالح، وتتفاوت الأعمال في درجاتها، وقد تكون هناك أعمال تفضل درجتها الصيام والصلاة والصدقة!! ويقول "صلى الله عليه وسلم": (إنما الأعمال بالنيات.....).
إن أعمال البر قد تفضل بعضها بعضًا في أوقات، وإن الشهور بعضها أفضل من بعض، والعمل في بعضها أفضل من بعض.
الإصلاح بين المتخاصمين له درجة لا يعلمها الكثير من الناس إلا أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ذكر فى أحاديثه الفضل العظيم لمن يقوم بالمصالحة بين متخاصمين.عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة". صححه الألباني والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ))؛ رواه البخاري ومسلم.قال النووي رحمه الله تعالى: (ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل).وروى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: (أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله ذلك، فقال: "اذهبوا بنا نصلح بينهم").ومن الأعمال التي لها فضل عظيم صلة من قطعك، روى البخاري عن عبدالله بن عَمْرٍو رضي الله عنهما أن النبي قال: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ».وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: "يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَل، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ»"، الْمَلَّ هو: الرماد الحار.