المسلمون حول العالم وخاصة حينما لا يمثلون الأغلبية السكانية ما يعانون مشكلات أهمها قلة العلم، وفهم الدين بطريقة سطحية، وظهور الخلافات والنزاعات التى منشؤها عدم فهم نصوص الدين جيدًا .. من هنا تخصص "الفتح اليوم" هذا الركن لشئونهم انطلاقاً من اهتمامنا بأمور المسلمين في بقاع الأرض.
أكد الشيخ إلدار نوريمانوف رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا (تعادل وزارة الأوقاف) أن العلاقات بين المسلمين في روسيا والأزهر الشريف تمتد منذ قرون عديدة، كان ولا يزال المسلمون في بلادنا يرون الأزهر بمثابة المركز الديني والعلمي والبحثي والدار الأولى للإفتاء، ويدرس في أيامنا الراهنة في رحاب هذا المركز التعليمي المشهور نحو 1000 طالب من روسيا، وقام في الماضي القريب الوفد الروسي من رؤساء الجامعات الإسلامية بزيارة خاصة إلى القاهرة من أجل اللقاء مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمناقشة البرامج التعليمية، وتُوفر الإدارة الدينية لمسلمي روسيا بشكل مستهدف فرصًا لكل شخص يرغب في الدراسة بالأزهر الشريف، وبعد الدراسة يتم إرسال خريجي الأزهر إلى المناطق الروسية للعمل كأئمة وخطباء في المساجد أو متخصصين في تدريس تعاليم الإسلام في المؤسسات التعليمية، واليوم لدينا من بين خريجي الأزهر الدكاترة المعترف بهم في العلوم الشرعية، والمتخصصون في الفروع المختلفة، كما ترسل الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية دعوات لمتخصصي وعلماء الأزهر لمشاركتهم في المؤتمرات والمنتديات الإسلامية، وتطوير التعليم الإسلامي في روسيا.
يشير إلي أن الإدارة الدينية تعمل تحت إشراف إدارة مسلمي روسيا الاتحادية برئاسة المفتي الشيخ راوي عين الدين، التي يعمل تحت ادارتها أكثر من 2000 جمعية تغطي جميع أنحاء البلاد وهذه الجمعيات تقوم على جل شئون القوميات المسلمة، والتربية والتعليم، وإقامة شعائر الدين وتطبيقها حسب المنهج الوسطي "الحنفي" المتبع هنا، فضلًا عن بناء المساجد في المناطق والمقاطعات الروسية، خاصة ذات الأغلبية غير المسلمة.
ويوضح أنه طبقًا لقانون الدولة فنحن جهة قانونية بموافقة من وزارة العدل الروسية، وبالتالي هي مؤسسة رسمية تعمل تحت مظلة القانون والدستور الروسي، وليس هذا فقط، بل نسعى لتسجيل كل الإدارات المركزية والجمعيات المحلية لدى الحكومة، أما الدعم المادي الحكومي فهو موجود من خلال المنظمات المجتمعية الخيرية التي تعتبر حلقة الوصل مع مؤسسات الدولة، علاوة على بعض الممولين والمسئولين بالدوائر الحكومية.
ويضيف: نحن منفتحون على المسلمين وغير المسلمين، لذلك من أهم المساعدات التي يقدمها الجمهور للإدارات هو انضمامهم لكيان ديني قانوني، يطمئنون له ويستقون منه تعاليمهم التربوية والإسلامية المنضبطة، حتى لا يكونوا فريسة لأي منظمات مجهولة لدى الدولة تشربهم الفكر المتشدد المتطرف، وبهذا تتجلى قيمة هذه الإدارات لدى الدولة في مساعدتها على تحقيق السلم المجتمعي.