كشفت دراسة كندية، أن الانفعال والغضب يضاعفان خطر الإصابة بالنوبات القلبية خلال ساعة من لحظة الغضب، ويرجع ذلك إلى تأثيره على رفع ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب وإحداث خلل في تدفق الدم خلال الأوعية الدموية والحد من وصول الدم للقلب.
وقال الدكتور «اندرو سميث» من جامعة «ماكماستر» الكندية وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة: «إن قلة تدفق الدم للقلب يؤدى إلى النوبات القلبية وهو ما يفسر سبب إصابة كثيري الانفعال بأمراض القلب، وتعتبر هذه الدراسة هي تأكيداً لنتائج دراسة سابقة نشرت في مجلة القلب الأوروبية، والتي كشف فيها الباحثون أن الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بمقدار 5 أضعاف الفرد الطبيعي ويضاعف من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 3 أضعاف».
وتابع: «اكتشفنا خلال دراستنا أن الغضب يؤثر أيضا على الجهاز الهضمي ويؤدي إلى العديد من المشكلات بالإضافة إلى الإصابة بحساسية الجلد، الصداع، الالتهابات، نزلات البرد والأنفلونزا وارتفاع ضغط الدم، وجميع هذه الأعراض تزيد من خطر الموت المبكر».
هرمونات
وقال الدكتور «فيروز أوينات» أستاذ علم النفس بمستشفى «دير تشيدل» الملكية: «إن العقل والجسم ليسا كيانين منفصلين فكل منهما يؤثر على الآخر، فعندما نتوتر أو نغضب يعطي العقل إشارات لإطلاق هرمونات التوتر مثل الادرينالين والكورتيزول، والتي تتسبب في زيادة معدلات ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وفى بعض الحالات ترفع درجة حرارة الجسم وزيادة معدل التنفس، وجميعها تؤثر على صحة الجسم بالسلب».
وأضاف الدكتور «فيروز»: «التوتر والغضب المستمران يسببان التهاباً في الأوعية الدموية ومنها تبرز أمراض القلب الكامنة، والدراسة الحديثة تشير إلى أن الغضب لا يؤثر فقط على الجسم بل هناك تأثير آخر على باقي أعضاء الجسم، ويكمن علاج الغضب في جلسات العلاج السلوكي الحديث والتي يساعد الفرد في إدارة المشاكل عن طريق تغيير الطريقة التي يفكر ويتصرف بها لتهدأ أعصابه».
وينصح جميع الأطباء بأهمية جلسات التأمل، والتي تساعد كثيراً في تغيير طريقة التفكير الغاضبة.