ميز الله عز وجل تعالى الإنسان بالعقل عن سائر مخلوقاته وسخر له كل شيء، فالعقل هو قوه الإنسان المبدعة والمبتكرة،
والعقل البشري له شقان ( الواعي، اللاواعي) وهما ركيزة البشر.
والعقل الواعي هو الذي يدرك الأشياء من حولنا من خلال الحواس ( السمع، الأبصار، الشم، التذوق، اللمس والاستشعار عن طريق مستقبلات الجلد الحسية، وله وظائف رئيسة مهمة جدا مثل الإدراك والاستنتاج والربط المنطقي والتحليل.
كما يقوم ببرمجة العقل الباطن ( اللاواعي) عن طريق استقبال المعلومات التي يدركها من حوله ثم تتم معالجتها في المخ ثم ترسل لمراكز الذاكرة والعقل الباطن دون إدراكنا.
والعقل اللاواعي هو مركز العواطف والأحاسيس والانفعالات، فمثلا لو رأيت شخصا تحترمه وتبسم في وجهك تبتسم له سريعا. وهو مخزن الذاكرة الفورية اللحظية، والقصيرة، والطويلة المدي والتي تستخدم في حفظ واسترجاع المعلومات وقت الحاجة، وهو المتحكم في طاقة الجسم الجسدية والنفسية وهو موجهها.
التكرار
المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه عمل العقل الباطن هو التكرار وهو أساس حفظ المعلومات وطباعتها له، ولهذا يستخدم هذا في التعود على العادات الطيبة أو الأعمال الصالحة المطلوبة مثل الاستيقاظ لصلاة الفجر أو الصلوات والمذاكرة والذكر ويكون في بداية التعود الأمر صعبا إلى أن يضبط ثم يصبح عمله مثل المنبه في حياة الإنسان، ولهذا عند محاولة التعود على عمل ما يجب أن يستعين الإنسان بصديق له أو قريب منه لكي يشد من أزره عند التعود على شيء حتى إذا ما كان هناك تكاسل من الشخص تأتي المساعدة من الأخ أو الأب أو الصديق الذي يعاونك فلو تعودنا كل يوم على الاستيقاظ إلى صلاة الفجر تجد بعد أسبوع أنك تستيقظ بدون منبه أو مساعدة أحد وهذا ما يسمى ( الساعة البيولوجية ) فهي نتيجة التكرار وحفظ العقل الباطن إلى أن يتحول من الفعل إلى العادة ثم السلوك الأساسي في شخصيتك.
احذر الأفكار السلبية
وهنا مبدأ رئيس في عمل العقل الباطن يجب على كل شخص الحذر منه وهو الأفكار السلبية وخاصة التي تؤثر على الثقة بالنفس، عكس الأفكار الإيجابية والتي هي مبعث للأمل والسعي والجد، وهي أمور بسيطة جدا يستطيع الإنسان أن يتعود عليها بدءا من قول أنا قوى، أنا ذكي، أنا مبدع ، والمقصود هنا هو تكوين اتجاه إيجابي تجاه النفس وبناء الثقة.
التخيل والأحلام:
من الأمور المهمة لتنشيط العقل الباطن هو التخيل ويكون هذا من خلال الاسترخاء أى وقت الراحة، وكذلك الأحلام لأنهما وسيلتان جيدتان للإبداع والابتكار والتطوير فمثلا يتخيل طالب الثانوية أنه نجح بتفوق وكان الأول والتحق بكلية الطب وصار طبيبا مشهورا، واكتشف علاج لأمراض صعبة مثل السرطان حتى يتحول هذا الحلم لرغبة وشغف وطموح يمدونه بالقوة.
وأيضا على الإنسان أن يدرك مكنوناته وقدراته المدفونة والتي ميز الله عز وجل بها الإنسان عن غيره وهو السر الخفي للسعي نحو التقدم والرقي والتفوق والنجاح والتغيير ويتطلب ذلك إيمانك ويقينك بقدراتك واستغلالها خير استغلال.