الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع، والأمانة هي أداء الحقوق والمحافظة عليها، و أقصر طريق لسعادة الدنيا وجنة الآخرة هو تطبيق السلوك اليومي للأخلاق المحمدية الراقية ، فماالتفاف الوجود كله حول هذه الشخصية الكاملة إلا لأنه صلى الله عليه وسلم كان أخلاقيا ذا صدق و أمانة و بر وإحسان وعدل وشهامة وكرم وإغائة وعدل، وكل من أراد أن يعيش هناءة العيش في أسعد تجلياتها فعليه أن يتأسى بهذه النبالة لا أن يقرأ أو يسمع عنها فقط .
التاجر الصادق يربح المال الكثير و السمعة الطيبة بين الناس ثم رضوان المولى إن شاء الله .
والمدرّس الذي يعطي علومه للطلاب بكل أمانة مرشح بقوة لاعتلاء عروش قلوبهم ولمجاورة النبي الأمين عليه الصلاة و السلام .
إن الزوجة التي تصدق زوجها تكسب وده وجيبه وقلبه و وجدانه، و الجارة الأمينة على حفظ أسرار جارتها تستحق احترامها واهتمامها والفوز بلقب : مسلمة .
الحياة الأخلاقية حياة قويمة سليمة كريمة يؤدي فيها المرء واجباته وينال بالمقابل كامل حقوقه، لو اتخذ الناس كل الناس من الأخلاق عموما ومن الصدق و الأمانة خصوصا، دستورا للتعامل فسيرتاح الجميع، وستزداد الثقة التي هي الشرط الضامن للبناء، الثقة الحقيقية تؤدي إلى التنمية الحقيقية .
الكذب والخيانة يؤديان إلى الخسران و الندامة، فمن ناحية
( إن خير من استأجرت القوي الأمين) القصص26، و من ناحية أخرى (اجعلني على خزائن الأرض إن حفيظ عليم ) يوسف55 فأمانة سيدنا موسى عليه السلام كانت خلاصه من الكثير من المهالك، و أمانة سيدنا يوسف عليه السلام ومحافظته على المكتسبات أوصلتاه إلى عرش مصر
(الصدق في أقوالنا أقوى لنا والكذب في أفعالنا أفعى لنا )
فمن أدعت محبة النبي الصادق الأمين عليها أن تكون صادقة مع نفسها ومع ربها ومع الآخرين والأخريات، وعليها أن تكون أمينة على نفسها وعلى أولادها و على عملها داخل البيت وخارجه، و ( لو عرف المحدث من يحدث ما كذب قط) طالما أن السميع البصير شاهد على أسرارنا ونجوانا، فعلينا بتحري الصدق حتى نكتب صادقين وعلينا بالأمانة في إتقان العمل و في تربية الأولاد وفي نصيحة المسلمين وفي إيصال رسالة التوحيد طاهرة صافية إلى الأجيال القادمة .
الصادق الأمين منسجم مع نفسه، سلامه الداخلي في أعلى عليين، وضميره مبتهج مسرور، يقبله الله جل جلاله ويضع له القبول في الأرض بين المخلوقين .
الصادق الأمين موفور الطاقة موفور المال موفور الخلق، إن تحدث معك فهو صادق، وإن تعامل معك فهو أمين، لذلك يقبل عليه القدر ويمده بمدد من عنده .
الصادق الأمين الأول صلى الله عليه وسلم يريد منا أن نقتدي به كي ننال سعادة الدارين
الصدقُ منجاةٌ من الغرقِ
قم يا رفيقي ساعةَ الفلقِ
فالصدقُ أوصلنا لغايتنا
والصدقُ خلَّصنا من القلق
الكاذبون عقوبةٌ لنفوسهم
الصادقون نسيماتٌ من العبقِ
يا ربي ألهمني الصواب
فإنني مستسلمٌ فيما مضى
مستسلمٌ فيما بقى