جلال الدين السيوطي هو عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين بن الخضيري الأسيوطي نسبةً إلى مدينة أسيوط
في صعيد مصر، وهو عالم موسوعي في التفسير، والحديث، والتاريخ، واللغة، والفقه، والأدب، ولد في القاهرة سنة 849هـ
ونشأ فيها، رحل إلى الشام واليمن والحجاز والمغرب والهند، ثم عاد إلى مصر واستقر فيها، تولى العديد من المناصب، وعندما
بلغ الأربعين من عمره اعتزل داخل منزله، وعكف على التصنيف، وتوفي سنة 911هـ في القاهرة.
نشأ السيوطي يتيماً، حيث توفي والده وهو في السادسة من عمره، واتجه إلى حفظ القرآن وأتمه قبل أن يتم الثامنة من عمره،
كما حفظ بعض الكتب؛ مثل: العمدة، وألفية ابن مالك، ومناهج الفقه والأصول، مما ساهم في زيادة سعة إدراكه ومعرفته، وكان
محل رعاية وعناية من العديد من العلماء من رفاق أبيه، حيث كان والده من العلماء الصالحين ذوي المكانة العالية والرفيعة،
وكان العديد من أبناء الوجهاء والعلماء يتلقون العلم على يديه.
مؤلفات السيوطي:
مؤلفات جلال الدين السيوطي ألف جلال الدين السيوطي الكثير من الكتب والرسائل، وذكر ابن إياس في تاريخ مصر أن
مصنفاته بلغت ستمئة مصنف من مختلف الأطياف والمواضيع، ومن أبرز مؤلفاته: الإتقان في علوم القرآن، وإسعاف المبطأ
برجال الموطأ، والمزهر في علوم اللغة وأنواعها.
القيمة العلمية للكتاب
تتضح القيمة للكتاب من:
إضافات السيوطي في علوم القرآن، ومنها: (الأرضي والسمائي، مانزل من القرآن على لسان بعض الصحابة، ما أنزل منه
على بعض الأنبياء، ومالم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم. وإضافات السيوطي الجديدة إلى ما في البرهان:
وهي الصيفي والشتائي، والفراشي والنومي، وما نزل مفرقا وما نزل جمعا، ومعرفة العالي والنازل من أسانيده، وعرفة
المشهور والآحاد والموضوع والمدرج وفي الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب، وفيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى.
وقفاته التقويمية:
ظهر للسيوطي وقفات تقويمية أثناء عرضه لبعض القضايا والمسائل ومن ذلك: إحكامه الضابط في سبب النزول وما خرج بهذا
الضابط من أسباب، إلى غير ذلك من المسائل.
اختياراته: عرف عن السيوطي في كتبه الولع بجمع الأقوال، وبالنسبة لاختياراته فقد نحت منحيين:
الأول: ما أبدى فيه رأيه في ثنايا الإتقان، كقضية الموحى به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والمعرّب.
الثاني: ما أبدى فيه رأيه في غير الإتقان، مثل معنى نزول القرآن على سبعة أحرف، فقد أبدى رأيه في شرحه لسنن النسائي.
وقد بلغت مصادر الإتقان خمسين مصدرا على وجه الإجمال وشملت أحد عشر علما: في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة، والفقه
والأصول والسيرة، والزهد والسلوك، واللغة والتراجم العامة والخاصة، والفنون العامة. وقد نقل من بعض الكتب التي بخط
مؤلفيها كجمال القراء للسخاوي، ومختصر المستدرك للذهبي.
منهج السيوطي في تأليف الإتقان:
اتسم منهج السيوطي بظاهرة التلخيص والاختصار في معظم مباحثه، ويؤكد هذه الظاهرة حبه لاستيعاب الأقوال في تأليفه،
ولكونه جعل الإتقان مقدمة لتفسيره الكبير (مجمع البحرين) فلم يتأنق في تحبيره كما فعل في غيره من الكتب.
ويقابل هذه الظاهرة أسلوب النقل المجرد، كصنيعه في نوع إعجاز القرآن فقد سرد فيه سبعة عشر قولا دون تعليق، ومع ذلك
فقد ظهرت مواقف تدل على ترويه وتأنيه
ومن منهجه أنه يضيف إلى الإتقان ما ظهر له لاحقا أو توصل إليه من معلومات لم يكن أضافها سابقا.
ومن منهجه مراعاة التناسب في ارتباط بعض الأنواع ببعض.
ومن منهجه أنه يسوق كلام بعض المصنفين بأسانيدهم، ويذكر أقوال غير الشافعية في المسائل التكليفية التي ينبني عليها عمل.
عزو الأحاديث والآثار التي ينقلها – غالبا – من مجاميع السنة والأجزاء الحديثية.
أحيانا ينقل عن الزركشي في موضع بلا تصريح ثم ينقل عنه كلاما في نفس الموضوع بذكر اسمه، فقد نقل عنه في تعريف
التفسير بذكر عبارة (قال بعضهم) ثم نقل بعد ذلك تعريفا آخر للتفسير ذكره الزركشي في مقدمة البرهان وصرح باسمه.
تلخيص "الإتقان في علوم القرآن" للإمام السيوطي رحمه الله
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة