ماذا أعددت لرمضان

محاضرات
طبوغرافي

 الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

بعد حمد الله الملك، والصلاة والسلام علي خير الأخيار إمام الأبرار، الذي أعده الله وهيأه ليكون نوراً وسراجاً منيراً، ورحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين. ليس رمضان الذي ننتظرههو ذاك الذي يأتي مع هلال رمضان ، إنما رمضان هو إعداد المسلم نفسه لكي يتهيأ إلى مرضاة الرحمن، ومرضاة الرحمن منثورة و منشورة في السنة كلها غيرأنها تتضاعف في رمضان  ، رمضان يبدأ عندنا في رجب وليس رمضان الذي يبدأ مع هلال رمضان،وهو إعداد المسلم نفسه إعداداً إيمانياً في مرحلة المخاض في مرحلة البداية  مع هلال رجب تبدأ الأمنيات الإيمانية، الهمة العالية ، الذكر، الطاعة، الاستغفار، قيام الليل، تبدأ رياح التوبة وتنقشع رياح الغفلة في رجب، وبعد رجب يأتي إليك شعبان مزوداً لك بمرضاة الرحمن تشعبت أبواب الخير،  ثم يأتي لك الامتحان ألا وهو رمضان، فالمسلم يأتي إليه رمضان لكي يزداد معه نوراً وتألقاً وصلاحاً وهداية . فلقد أتي رجل للنبي (صل الله عليه وسلم ) فقال له: متي الساعة ؟ سؤال زمني فأجابه النبي بإجابة عملية ،وماذا أعددت لها؟ وأن أسألك السؤال لكنه بطريقة أخرى وماذا أعددت أنت لرمضان هذا العام ؟ فأحدنا يقول: ختمت القرآن في العام الماضي ختمتين أوثلاث وهذا العام سأختم خمس ختمات، وأحدنا يقول: كنت أصلي قيام الليل العام الماضي نصف ساعة، وهذا العام سأصليه ساعتين ،وبعضنا يقول: كنت لاأصل الأرحام العام الماضي وتلك العام سأرتب جدول زمني لزيارة الأرحام ، مطلوب منك خارطة إيمانية إجابة لحضرة سيدنا (صلى الله عليه وسلم) وماذا أعددت لها ؟ حبك لله هو الوقود الذي يغير حياتك كلها، يجعل حياتك أمل في أمل،نور في نور،عمل في عمل.

خدعوك فقالوا : إن رمضان يأتي لكي يستريح الناس أولكي ينام الناس أولا يعمل الناس، فتلك بضاعة الغافلين البعيدين عن رحمة رب العالمين ، أما عند المسلم فهو عمل وتعب ومشقة وجهاد في سبيل الله وجهاد مع نفسه أكثر ماتكون الطاعة في رمضان في المجاهدة.

لاينبغي أن تمل من حر اليوم ، أن تشكو من الحر الشديد في رمضان، وإنما تعتبر أن هذا الحر الشديد هو الذي يغسل ذنوبك ويعلي مكانتك ويصفي ذنوك ،وهو الذي يغسل أحزانك وهوالذي يروي أرضك العطشانة الظمآنة ، يأتي رمضان لكي يجمع المسلمين على قلب واحد على أذن واحد على كعبة واحدة بل على رب واحد جل جلاله يأتي رمضان وأنت لست في غفلة بل في استعداد تام عالٍ عالٍ عالٍ أن تجدد الطاعة بينك وبين ربك تفعل شيئاً مبتكراً جديداً تغير العادات القبيحة التي عشت عليها السنوات الماضية فلزاماً عليك أن ترتب حياتك بدلاً أن يرتبها لك الشيطان .

خدعوك فقالوا : إن الصائم ينبغي أن ينام طويلاً وأن يستيقظ مع أذان الظهر أو العصر هذا ليس بصائم هذا عابث، لأن حلاوة الصيام في طول الصبر في أن الأنسان يبلع ريقه بصعوبة، وبالتالي دخل في باب التجارة مع الله ،ودخل في معية الصيام، ودخل في حالة إيمانية خاصة (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) كانوا ولازالوا ( وبالأسحار هم يستغفرون) كانوا ولازالوا.

ومازال رمضان في كل عام يحمل لنا الطاعات والبركات رغم صعوبة الحياة علي الناس رمضان يأتي بهلاله الطيب معبراً عن موائد الرحمن التي تعكس لك حالة أن الأمة رغم ما بها إلا أنه لازال صناع الأمل وينابيع الأمل يحاولون التخفيف عن معاناة الناس لازالت الأمة فيها نخوة عند الناس لكي يقتطع الإنسان من قوت صيامه ويعطيه لغيره بهذا دخلنا تربية إيمانية جميلة ، بلغنا رمضان لكي نختبر وأعظم الاختبارات لك في رمضان ، لعلكم تنجون ، لعلكم تفلحون في اختبارات الإيمان ،يأتي رمضان عليك ثلاثون يوماً وأنت مستمتع ،وعندما أراك في آخره أراك باكياً حزيناً علي أنه فات منك، ولم تستمتع فيه بالعبادة أنت الآن العبادة أمامك، الصراط أمامك ،الخير أمامك ،الأمل أمامك .