أكدت أكبر مسؤولة في مجال التمريض في إنكلترا، أن الطقس البارد يشكل خطرا صحيا حقيقيا، وقد يصبح أكثر خطورة عندما
يعاني الأشخاص من الشعور بالوحدة.
وحذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا من أن المزج بين العزلة والطقس البارد له "تأثير قاتل" طوال فترة الشتاء.
وقالت الهيئة إن حالات الجلطة الدماغية والأزمات القلبية تزداد خلال فترات البرد القارس خاصة مع تزامنها مع مشكلة الوحدة
والعزلة.
وأشارت الإحصائيات إلى أن الشعور بالعزلة يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنحو الثلث، مع زيادة النوبات القلبية المفاجئة والتي
تمثل 40% من أسباب الوفيات في الشتاء.
وقالت البروفيسور جيت كامينغز، كبيرة مسؤولي التمريض في هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن "الوحدة لها تأثير مدمر ومهدد
للحياة على جميع فئات الأعمار، وخاصة بالنسبة للجماعات الهشة والأكثر عرضة للمرض فإن العزلة الاجتماعية مع المتاعب
الصحية للطقس البارد يمثلان مزيجا قاتلا".
وأضافت كامينغز: "يمكننا جميعا اتخاذ خطوات للتخفيف من حدة الشعور بالوحدة عن طريق البحث عن العائلة والأصدقاء
والجيران، وهذه الأنشطة البسيطة يمكنها أن تكون المنقذ لحياة الكثيرين".
وتأتي هذه التحذيرات عقب جملة من الدراسات التي وجدت أدلة عن مدى تأثير الوحدة على صحة الإنسان، وقالت كامينغز إن
الناس من شتى الأعمار قد يتأثرون بالأمر. ويقول ثلث الأمهات بعد الولادة إنهن يشعرن بالوحدة، بينما يعرب ثمانية من بين كل
عشرة ممن يرعون المرضى وكبار السن عن شعورهم بالعزلة.
ويقول الخبراء إن الوحدة لم تعد مجرد "مشكلة" شخصية ولكنها نمت لتصبح وباء اجتماعيا، "وإذا كنا قادرين على التصدي لها
بشكل فعال فبإمكاننا أن نجعل المواطنين ليس فقط أكثر سعادة، بل سنوفر لهم أيضا بلدا أكثر صحة للعيش فيه".