أنباء بالعثور على أجسام مضادة في مجرى دم جندي من كوريا الشمالية، كان قد فرّ إلى الجارة الجنوبية في وقت سابق من
هذا العام، مما يشير إلى تعرضه سابقا للجمرة الخبيثة.
وذكرت وسائل الاعلام أن علامات عدوى البكتيريا القاتلة أثارت مخاوفا في كوريا الجنوبية من أن الشمال يطور أسلحة بيولوجية.
وتعرف الجمرة الخبيثة بأنها مرض معد تم تطويره إلى سلاح بيولوجي من قبل عدد من البلدان، ومع عودة ظهور هذه العدوى
مجددا، وجب معرفة أسبابها وأعراضها وكل المعلومات المتعلقة بها.
فالجمرة الخبيثة أو "أنثراكس"، هي عدوى تسببها بكتيريا عصيات الجمرة الخبيثة، ويمكن أن تنتقل عن طريق لمس الأسطح
الملوثة أو عن طريق تناول الطعام، إلا أنه في حال انتقلت العدوى عن طريق الاستنشاق، فإنها تقتل حوالي 95% من
المرضى، حتى وإن حصلوا على العلاج الطبي.
ومن العلامات المبكرة للإصابة بالعدوى هي ظهور بقعة سوداء صغيرة الجسم، تتحول إلى فقاعة مائية ثم بسرعة إلى قرحة
محاطة بمساحة حمراء ملتهبة يصاحبها إحساس بالحرقة الشديدة. وفي غضون ساعات يصاب المريض بالحمى، وخلال أيام
قليلة يصاب بنزيف داخلي حتى الموت، وأحيانا يمكن أن يتسرب الدم من الأذنين والأنف والفم.
وتحدث الإصابة في الحيوانات مثل الأبقار والأغنام. وقد تصاب الحيوانات آكلة اللحوم التي تعيش في نفس البيئة بالعدوى عن
طريق افتراس الحيوانات المصابة، ويمكن أن تنقل الحيوانات المريضة الجمرة الخبيثة إلى البشر، إما عن طريق الاتصال
المباشر مثل تلامس الدم المصاب بالجلد المفتوح، أو أكل لحم الحيوانات المريضة.
وكانت اليابان أول دولة تستخدم الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي، اختبرته لأول مرة الوحدة 731 من الجيش الياباني
"Kwantung" في منشوريا خلال ثلاثينيات القرن العشرين. وتضمنت بعض هذه الاختبارات نقل العدوى المتعمدة لأسرى
الحرب، ويعتقد أن حوالي 10 آلاف من أولئك السجناء قد ماتوا بسبب العدوى.
ويمكن استخدام الجمرة الخبيثة من خلال تعبئة هذه الجرثومة القاتلة في الرؤوس الحربية للصواريخ أو القنابل التي يتم إسقاطها
من الطائرات.
ويخشى الآن أن تتمكن كوريا الشمالية من تطوير أسلحة بيولوجية لاستخدامها ضد القوات الأمريكية.
والجدير بالذكر أنه تم عزل جزيرة غروينارد الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربيي لاسكتلندا لمدة 48 عاما، بعد تلوثها بقنابل
الجمرة الخبيثة التجريبية خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى مدى خمسة عقود، كان المكان خارج الحدود لأنه كان مغلقا. وفي
عام 1990، وبعد جهود حثيثة لإزالة التلوث، حيث تمت إزالة التربة السطحية، أعلن وزير الدفاع آنذاك مايكل نيوبيرت، أن
الجزيرة آمنة، وأزيلت علامات التحذير، إلا أن البعض لم يقتنعوا بذلك.