بقلم/ د. إيمان السيد
أخصائي نفسي إكلينيكييصيب اضطراب النوم الكثير من الأطفال حيث يعانون من الأرق والتكلم فى أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل والاستيقاظ دون أخد الكفاية من النوم مع سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء. كما يعانون من الكثير من المظاهر مثل الاستيقاظ المستمر أثناء الليل، والكلام أثناء النوم، وصعوبة الاستغراق في النوم، والاستيقاظ من النوم باكيا، والاستغراق في النوم أثناء النهار، والكوابيس، والتبول أثناء النوم، وجذ الأسنان والإمساك عليها بإحكام.
وترجع الكثير من مشاكل النوم عند الأطفال إلى عادات النوم غير منتظمة أو القلق بشأن الذهاب للنوم أو الاستغراق فيه. وقد تكون مشاكل النوم المتواصلة أعراضًا لصعوبات عاطفية مثل "قلق الانفصال" التى تمثل علامة نمو بالنسبة للأطفال الصغار. فبالنسبة لكل الأطفال الصغار، يكون وقت النوم هو وقت الانفصال. ويلجأ بعض الأطفال إلى بذل كل جهده للحيلولة دون الانفصال عن الأهل عند مجيء وقت النوم. ويلجأ الكثير من الآباء إلى استعمال مثير التغذية لمساعدة الطفل الصغير على النوم. ل
عند تفاقهم المشكلة يجب على الوالدين فحص الطفل جيدا قبل تشخيص الحالة بأنه مرض نفسى حيث إن هناك كثيرا من الأمراض العضوية التي تسبب الأرق مثل الاضطرابات المعوية وصعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة أو الآلام الجسمانية المتنوعة .
وترجع الأسباب النفسية التى تسبب الأرق للطفل غالبا إلى عدم التوافق بين الوالدين واستمرار المشاجرات اللفظية والجسدية أو المنافسة مع الاخوة أو الزملاء فى المدرسة، وما يصاحب ذلك من صراعات وقلق شديد..
وهناك بعض الوسائل التي يجب على الأسرة تنفيذها للمساعدة في علاج اضطراب النوم لدى الأطفال فمثلا إذا شعر طفلك بالرغبة فى إغفاءة صغيرة فى أثناء النهار، لا تحرميه منها بحجة أن ذلك قد يقلل من ساعات نومه فى أثناء الليل. وبالأسلوب نفسه لا يجب إجبار الطفل على النوم قبل أن يكون لديه الاستعداد لذلك، فالطفل مثل الشخص الراشد لا يستطيع أن ينام إطاعة لأمر.. وإذا لم يكن الطفل مجهدا، أو يوشك أن يعرض نفسه للخطر، دعيه بجانبك حتى ينام ثم خذيه إلى غرفة نومه .
ويجب على الأسرة أن تجعل غرفة النوم مكاناً شيقاً، ومحببة للطفل ومكانًا يستطيع أن يلعب فيه، أو يقضى بعض الوقت قبل أن يستسلم للنوم، ويجب الفصل بين غرفة النوم، والنوم تدريجيًا، وبقدر الإمكان منذ وقت مبكر من حياة الطفل. وإذا بلغ الطفل سن المراهقة فإنه قد يحتاج إلى ساعات نوم أقل، وقد يرغب فى قضاء جزء من الوقت الذى يسبق النوم فى خلوة مع نفسه أو يستمع إلى القصص.