لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

قصص وروايات
طبوغرافي

زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي المتوفى: 795هـ، لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف هو كتاب يبحث في فضائل الشهور والايام والآيات والأحاديث الواردة في فضلها، ألفه الحافظ ابن رجب الحنبلي (736 هـ - 795 هـ)، بحث المؤلف في كتابه عن فضائل الشهور والايام والآيات والأحاديث الواردة في فضلها، وكيفية اعتناقها بالعبادة لله سبحانه وتعالى مثل شهر رمضان ونصف شعبان ويوم عاشوراء وأيام العيد وليلة القدر وغير ذلك من شهور وأيام السنة المباركة

قال ابن رجب في مقدمة الكتاب: لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائفوقد استخرت الله في أن أجمع في هذا الكتاب وظائف شهور العام وما يختص بالشهور ومواسمها من الطاعات، كالصلاة والصيام والذكر والشكر وبذل الطعام وإفشاء السلام، وغير ذلك من خصال البررة الكرام، ليكون ذلك عونا لنفسي ولإخواني على التزود للمعاد، والتأهب للموت قبل قدومه والاستعداد.. وفيما يلي بعض ما ورد للكتاب
أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم و أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل "

وأفضل صيام الأشهر الحرم شهر الله المحرم و يشهد لهذا أنه صلى الله عليه و سلم قال في هذا الحديث : وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ] و مراده بعد المكتوبة : و لو أحقها من سننها الرواتب فإن الرواتب قبل الفرائض و بعدها أفضل من قيام الليل عند جمهــور العلماء فبادر أخي في الله باغتنام الفرصة واقبل وصية نبيك الحبيب فلقد جاء أبا أمامة رضي الله عنه للنبي صلي الله عليه وسلم فقال له ]أوصني فقال له عليك بالصوم فإنه لا عدل له و ممن صام الأشهر الحرم كلها ابن عمر و الحسن البصري و غيرهما
قال بعضهم : إنما هو غداء و عشاء فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسيت و قد كتبت في ديوان الصائمين .

العقيدة الطحاوية1
وفيه يوم عظيم له فضل عظيم في الصحيحين [ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ و هذا الشهر ـ يعني رمضان ].

و في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : مر النبي صلى الله عليه و سلم بأناس من اليهود قد صاموا عاشوراء فقال : ما هذا من الصوم ؟ ! قالوا : هذا اليوم الذي نجى الله عز و جل موسى عليه السلام و بني إسرائيل من الغرق و غرق فيه فرعون و هذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصام نوح و موسى عليهما السلام شكرا لله عز و جل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أنا أحق بموسى و أحق بصوم هذا اليوم فأمر أصحابه بالصوم .

و في صحيح مسلم [ عن أبي قتادة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن صيام عاشوراء ؟ فقال : أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ]
وصوم يوم عاشوراء له مراتب لما رواه مسلم
[ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه و سلم عاشوراء و أمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود و النصارى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ] قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وممن رأى صيام التاسع والعاشر الشافعي وأحمد وإسحاق وكره أبو حنيفة إفراد العاشر وحده بالصوم . والأكمل أن يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهو قول أحمد يرحمه الله.

شهر صفر
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا عدوى و لا هامة و لا صفر فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فمن أعدى الأول ؟
و كثير من الجهال يتشاءم بصفر و ربما ينهى عن السفر فيه و التشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها و كذلك التشاؤم بالأيام كيوم الأربعاء و قد روي أنه : [ يوم نحس مستمر ] في حديث لا يصح بل في المسند [ عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم : دعا على الأحزاب يوم الإثنين و الثلاثاء و الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر و العصر ] قال جابر : فما نزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت ذلك الوقت فدعوت الله فيه الإجابة أو كما قال.

و أما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح و إنما الزمان كله خلق الله تعالى و فيه تقع أفعال بني آدم فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه و كل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا كان الشؤم في شيء ففيما بين أللحين ـ يعني اللسان ـ