بقلم الإذاعي:ممدوح السباعي
النبي الأعظم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم حياته صورة تامة كاملة لأعبد عابد، وأعم وأشمل مرسل عاش كل أمر وكل عسر إن قارنته بما عاش النبي كان ذرة في أرض الوجود.
كمال شرفه مع إخراجه من موطنه وبلد مولده وهو من سادتها وأعزه به بعز أهلها، بل بيت الله بها كيف يبحث عن مأوى وجده من حفر زمزم!
كيف يبحث عن نصير وبمولده نصر البيت بأمر القدير! الفارق بين من هو للشرف مصدرنا لشريف من إليه انتسب وفيه احتسب وبين من يختبئ بالنار ويمحو الآثار ويغير اتجاه مقصده.
أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر، وقد كان النبي جالسا وحياله حجر فقال: ((لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه))،
فأنزل الله عز وجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
وعن الحسن بين علي كرم الله وجهه قال: كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.
وروي عن النبي أنه خرج يوما مسرورا فرحًا وهو يضحك وهو يقول لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين، (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )
بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه ، كما قال تعالى (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا).
وتعريف العسر " في الآيتين يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره .
فلن يغلب عسر يسرين.
وفي تعريفه بالألف واللام ، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر - وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ - فإنه في آخره التيسير ملازم له.