الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض يفتح قلبه لحوار صريح مع الفتح اليوم

حوارات
طبوغرافي

حوار/ أحمد الجعبري

منهجنا وسطي معتدل.. نقف فى ظهر الدولة وندعم إنجازات الرئيس السيسي.

تربيت على الوطنية وحب الوطن والانتماء.. وأسرتي أحبت الزعيم عبد الناصر.

لا ألتفت لمن يهاجمونني فهم لايعرفونني..ولو قرءوا مؤلفاتي لأنصفوني

المهمة الأولي للقناة تحبيب الناس في القرآن والتمسك بأخلاقه.

أنصح الجميع بالإحسان والترفق والمودة والبعد عن الكراهية والغل والأحقاد.

أكثر شكاوي الناس من الاكتئاب وقروض البنوك والطلاق وبنك الفقراء أمل قائم.

متعتي إغاثة لهفات الناس والتخفيف عنهم وإنقاذهم من السحرة والدجالين.

جددوا النية في رمضان ..فمواسم الطاعات تقوى الهمة.

 أحد أعلام الفقه الإسلامي المجددين الذين تنكسر على سواحلهم أمواج التطرف والغلو ليخرج لنا ديننا كما أراده الله نقيًّا صافيًا بعيدًا عن الدنس؛ في حواره مع جريدة الفتح اليوم يتحدث فضيلة العالم الجليل الدكتور أحمد عبده عوض الذي نذر كيانه كله للدعوة إلى الله بالعقل والموعظة الحسنة فاصطفاه الله ليُدخله إلى قلوب مشاهديه في التلفاز أو مستمعيه في الإذاعة أو قارئيه في الصحف أو تلاميذه في قاعات الدرس، إذ أضحتْ حياته كلها دعوة إلى الله

-كل عام وفضيلتكم بخير بمناسبة دخول الشهر الكريم، ونريد من فضيلتكم توجيه رسالة للمحبين حول العالم .

رسالتي بأن الشهر الكريم من الأوقات التي تجتمع فيها القلوب على طاعة الرحمن سبحانه وتعالى وعلى مرضاته، ووجب على كل مسلم صادق مع الله تعالى أن يجدد نيته في هذه الأيام لأننا في حاجة ماسة لهذا التجديد وخاصة في مواسم الخير والطاعات لأن بها تقوى همتنا ويزداد بها إيماننا ونعرف من خلالها أين الدين من حياتنا، والدين بصلاحه تنصلح الحياة وتدوم الطيبات.

ونصيحتي لكل مسلم أن يتمثل هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الإحسان والترفق ونشر المودة بين الناس والبعد عن الكراهية والغل والأحقاد، والتي دمرت نفوسا وبيوتا وشعوبا فالقلب السليم هو محور هدف الدين، الذي جعله الله تعالى نجاة في الدنيا والآخرة، ولن ينجو الإنسان إلا بقلبه الطاهر المخموم وهو القلب الطاهر النقي التقي الذي لا غل فيه ولا حسد ولا حقد.

-ما أكثر الشكاوى أو المشاكل التي ترد إلى فضيلتكم كداعية إسلامي كبير يقضي كل وقته على الشاشة يحل مشاكل المسلمين؟

أكثر المشاكل هي الوسواس القهري ومظاهره من الاكتئاب والانفصام والرهاب الاجتماعي، وتلك الشكاوى تتجاوز70% من الشكاوى التي تأتي إلي يوميا، وكذلك أسئلة المعاملات فيما يتعلق بالقروض والتعامل مع البنوك وهي الأشياء التي يختلف الناس حولها وكذلك اتساع أبواب الطلاق ومقدمات الطلاق والخلع والخلافات الأسرية التي تتأجج على أتفه الأسباب، وكذلك مشكلات فساد الأبناء والذرية وفقدان الأمل عند الأمهات والآباء في صلاح أبنائهم واستقامتهم، وغير ذلك من الأمور التي تثبت أن الحياة الاقتصادية لها تأثيرها على أخلاق الناس وعلى سلوكياتهم.

-برزت مخاوف كبيرة عند المحبين والمتابعين بعد تداعيات وتصريحات بأن شاشة الفتح ربما تغلق، ما ردك على هذه المخاوف؟

لا يختلف أحد على أننا عشنا مرحلة صعبة خلال الشهور الماضية وربما لا زلنا نعيشها حيث ظهرت مشكلة خاصة بالشركة كلها وليس بالقناة، ونحن شركة تستثمر في مدينة الإنتاج الإعلامي منذ عام 2011م ولها ورقها وملفها. وكان ينبغي أن نجدد لمدة 5 سنوات قادمة، ولكننا فوجئنا برفض التجديد. وقدمنا التماسا لهيئة الاستثمار لكي يعاد النظر في هذا القرار. وقدمنا التماسا لفخامة رئيس الجمهورية والتماسا لمعالي رئيس الوزراء والتماسا إلى رئيس مجلس الشعب وإلى رئيس المنطقة الحرة، والتماسا إلى وزير الاستثمار، ويجب أن نوضح أن المشكلة ليست في القناة ولا برامجها ولا محتواها، حيث لم نوجه بتعديل شيء منها، كما أننا ذو منهج وسطي معتدل، كما أننا نحاول تجديد الشاشة بما يتفق مع الدولة ومشرعاتها والأهداف الطموحة لفخامة الرئيس والمشروعات العملاقة التي يقوم بها، ونأمل الخير في الأيام القادمة.

 

-ظهرت مجموعة من الألسن الحاقدة التي تتطاول عليكم، ما تفسيرك لهذا، ولِم لَم تتخذوا موقفا تجاههم، وما ردكم عليهم؟

لقد اعتدت منذ ربع قرن أن تتقاذفني الألسة للنيل مني لأمور لا أنشغل بها ولا ألتفت إليها لأن هؤلاء الذين يهاجمونني لا يعرفونني، وإنما كونوا صورة عني خاطئة من خلال آخرين ولو عرفوني وعرفوا مؤلفاتي الموسوعية ومشاركاتي بالإعلام المصري منذ 30 عاما مع عملي كأستاذ جامعة. فلو علموا هذا لأنصفوني وأعطوني حقي، ولكن لكثرة هؤلاء الناس الذين عملوا على تخصيص ساعات إعلامية للنيل من العلماء وليس أنا فقط بل أي عالم مجتهد صادقا في سيرته ومسيرته. وأما الناحية القانونية فقد أوكلناها للمستشار القانوني للشركة وهو يقوم باللازم إن شاء الله تعالى.

-ظهرت اليوم جماعات تقتل أبناءنا من قوات الجيش والشرطة ما الرأي الشرعي عن هذه الجماعات؟

لقد تنبأ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بخروج هذه الأقوام في آخر الأزمان في حديثه الشريف المروى عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة"

وهذا ما وصفه الرسول الكريم عنهم وذكر صفاتهم بأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، وأننا نحقر صلاتنا بجوار صلاتهم من كثرتها وكن دون فائدة فهي هباء، وأنهم يقرءون القرآن الكريم ولكنه لا يجاوز طراقيهم، ثم قال النبي الكريم فأينما رأيتموه فاقتلوهم. وبالطبع هنا الحديث موجه لولي الأمر وليس العامة فهو من يقوم بالعقاب والقتل.

ونحن نقول كما قال الرسول الكريم عنهم بأنهم ليسوا من الإسلام، والإسلام من أفعالهم بريء وبراء؛ لأن الرسول الكريم بعث بالحنيفية السمحاء، وليس غريبا عنا حزن الرسول الكريم بعد أن قتل أسامة بن زيد في معركة كافرا ولكنه قبل أن يضربه بسيفه قال الشهادتين ونطقهما، فما كان من الرسول إلا أن عاتبه كثيرا وغضب وقا له ثلاثا أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله، فلا يجوز قتل المسلم أو تكفيره كما يفعل هؤلاء الدواعش أوغيرهم، فهم يظهرون للعالم كله صورة قبيحة عن الإسلام وهم أصحاب الرايات السوداء الذين تنبأ بهم النبي صلى الله عليه وسلم.

 -دائما كنت تحلم أستاذنا الكريم بمشروعات كبيرة مثل إنشاء بنك الفقراء أو فرع لجامعة الأزهر الشريف، ماذا تحقق منها؟

نعم صحيح، بالفعل لجامعة الأزهر اشترينا المكان وهي مساحة واسعة وبالجهود الذاتية الموجودة في بلادنا الحبيبة، واستغرقنا وقتا طويلا حتى نصل بالملف إلى مكتب سماحة شيخ الأزهر وقد حوله إلى رئيس جامعة الأزهر، وجاري الترتيب لمقابلة مع فضيلته إن شاء الله تبارك وتعالى.

وأنا بنك الفقراء فهي أمل قائم أرجو من الله تعالى أن يعيننا عليه ويقوينا، وهو هدف عالمي كبير وخاصة مع انتشار الفقر، واحتداده في بلادنا لصعوبة الحياة وقسوتها وشدتها، وأرجو من الله تعالى أن يطيل عمري وأن أحقق تلك الأماني، أولا يكون هناك فقير واحد في بلادنا وتحقيق تكافل وتكامل وحصر كامل لكل الفقراء، وإحداث تفاعل قوي ومؤثر بين الأغنياء والفقراء وهذا الأمر هو الذي أنتهجه الآن في غطاء رسمي وشرعي من الدولة المصرية ومؤازرة من الجهات الرسمية في الدولة.

 -حدثنا عن النشأة ومرحلة الطفولة، كيف كانت؟

بصراحة أنا لم أعش الطفولة الانتعاشية التي عاشها الأطفال مثلي، فلم ألعب وألهو لأنني نشأت في بيت ديني لأقصى درجة، وكانت الحياة كلها ونحن صغار متعلقة بالله تعالى، وكان حرصي على صلاة الفجر من عمر 5 سنوات كبيرا وعظيما، وكنت أصعد إلى المئذنة لكي أؤذن الفجر وكانت الدنيا ظلاما حيث لا كهرباء، وكانت الكلاب تنبح عليّ، وكل هذه المعاني أثرت في قلبي وفي نفسي، ولكن هذا لم يجعلني عبوثا متجهما بل جعلني قويا صلبا آخذ الحياة وأعيشها بكل جد،

أما أوقات الإجازات فكنت أقضي وقتا كبيرا في الصيد، وكنت أستغل هذا الوقت في حفظ القرآن الكريم وكان يخرج معي أخي الأستاذ صبري عبده عوض، وكنا نخرج في مشاركات مجتمعية وخدمية للقرية مثل تنظيف القرية وتشجيرها.. إلخ، فكانت مشاركات ذات طابع رسمي، وأيضا كنت شغوفا بالكتابة والقراءة ولا زلت أحتفظ بما كنت أكتب إلى الآن، ولا أنسى أني دخلت المكتبة في سن 7 سنوات ( الثانية الابتدائي ) واستعرت كتيبا من سلسلة أعلام العرب، وكتبت على غلافها الداخلي، الدكتور أحمد عبده عوض، ولازال الكتاب معي إلى اليوم

وشغلت بالقراءة وتلخيص ما أقرأ ونفعتني كثيرا في الثراء المعرفي والثقافي وكنت أخرج إلى الحدائق بعد صلاة العشاء ذاكرا لله تعالى ومستغرقا في الكون وعظمته، في وقت كانت الحياة بسيطة ومتواضعة جدا في جو من العشق والأنس لله تعالى، وتوجت هذه المرحلة بالفوز بالعديد من العمرات والحج بعد الاشتراك في العديد من المسابقات في طول القطر المصري كله حتى بالصعيد.

-دور الأسرة في نشأة فضية الدكتور أحمد عبده عوض؟

أما عن دور الأسرة، كنت في مجتمع ذاكرا مثقفا متعلقا بالقراءة، وكان أخي الأستاذ أبو اليزيد عبده عوض، أزهريا مثقفا ترك لنا ميراثا عظيما من الكتب والمراجع والمخطوطات النادرة وهي الآن موجودة بمكتبة دقميرة، وكان أخي الأستاذ صبري عبده عوض ولا زال قارئا نهما للصحف فكان يمسكها ويقطعها وينسقها ويرتبها: الحوادث في جانب والأخبار في آخر، وكانوا محبين للزعيم جمال عبد الناصر، وكل تاريخ الثورة المصرية موجود عندنا ومازال، تربينا على الوطنية وعلى حب الوطن وعلى الانتماء إليه إلى أقصى أقصى درجة، وذكريات هذه المرحلة جميلة أتمنى أن أجمعها يوما في كتاب لأنها تعلم كيف تكون نشأة الطفل، وهي تحمل ذكريات كيف كنت أعمل من صغري في الزراعة وفي البناء والتشييد فكنت أحمل الطوب والرمل، وأعمل في كل شيء بالرغم أن حالتنا المادية كانت طيبة، ولكن هي الرغبة في العمل، وتحمل المسئولية وحب العرق وعدم وجود كلمة العيب طالما الأمر حلال في حياتنا.

-قنوات الفتح تؤدي رسالة طيبة في الدعوة إلى الله تعالى.. هل تؤدي دورها المرجو منها كما تريدون.. أم ما زالت هناك بعض العقبات أمامكم؟

أهداف القناة هي المهمة الدعوية القرآنية وتحبيب الناس في القرآن الكريم فهو أصل التشريع الإسلامي، وفي هذا الصدد فنحن ملتزمون بميثاق الشرف الإعلامي الذي يحافظ على محتوى الرسالة الإعلامية ولقد أضحت القناة ولله الحمد ملأ السمع والبصر أما القيود الخارجية فليس عندنا قيود ولا املاءات، وأما تحقيق الأهداف فالطريق أمامنا لا زال طويلا في مخاطبة غير المسلمين حيث تمنيت لو أن القناة تنقل بكل اللغات الحية المعمول بها وهذا أضعف الإيمان وهذا يستوجب أن نخاطب الأقمار الصناعية الكبرى..ولكننا نقوم الآن بالبث المباشر عبر الإنترنت إلى كل أنحاء العالم على مدى 24 ساعة.

-ذاع صيتكم الكريم في الرقية الشرعية وصداها الطيب لدي كثير ممن يعانون من السحر والمس وغيرها، متى كانت البداية؟

أنا مهتم بالرقية الشرعية منذ الصغر، وكنت أستخدمها مع بعض الحالات التي تمر علي بصورة غير منتظمة حتى قدمت برنامج لقاء الإيمان بالقناة السادسة من التليفزيون المصري وكانت معظم الفتاوى عن " المس والسحر والحسد" وكان الناس آنذاك يذهبون إلى السحرة والدجالين وأنصاف المتعلمين، ويكلفوهم ما لا يطيقون والحمد لله تعالى اجتهدت مع أحبابي من المشاهدين وأظهرت أحكام الرقية الشرعية الصحيحة، وكيف يعمل بها في علاج الوسوسة والاكتئاب والرهاب والضغوط النفسية والإحباطات.

 والحمد لله تعالى وجدت نفسي أكتب مؤلفات في هذا الموضوع، ووجدتني على قدرة في التعامل مع هذه الأمراض بعون الله وتقديره والحمد لله تعالى كتب الله الشفاء لمعظم الحالات التي أمر عليها.. وهذا المجال يحتاجه الناس اليوم وهو نافع لهم شريطة استخدامه استخداما صحيحا دون اللجوء إلى طلاسم غير مفهومة أو طرق الدجالين.

كان ينبغي أن تُقدم الصورة الصحيحة والجيدة للعلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية وكانت ولا زالت متعتي في إغاثة لهفات الناس والتخفيف عنهم وأخذهم من قبضة الشيطان إلى أبواب الشفاء والعافية بفضل الله تعالى .