الشيخ عبد اللطيف العزب -المبتهل بالإذاعة المصرية :رأيت من فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض أخلاق العلماء وتواضعهم

حوارات
طبوغرافي

فضيلة الشيخ عبد اللطيف وهدان أحد أجمل أصوات الإذاعة المصرية، حين ينشد ويبتهل لا بد أن تصمت وتسمع له، فقد

جمع بين أصالة الماضي وعبقه ولحن الحاضر  وفنه 

- كيف تصف لنا النشأة والبيئة التي كانت حاضنة لموهبتك وما دور الأسرة فيها؟

كانت النشاة ريفية بين الكتاب والحقل والمدرسة حيث طبيعة الريف المصري الأصيل والذي قد اكتسبت منه هويتي وطابعي

الريفي الجميل حيث تربيت على حب القرآن الكريم والصلاة على وقتها خاصة صلاة الفجر والحمد حفظت القرآن الكريم في

سن مبكرة والقدوة التى كانت أمامى هو كل متقن مخلص، ومن هؤلاء الشيخ ابراهيم الزيات والشيخ حمدي الزامل والحاج

شكري البرعى وقد تعلمت منهم الكثير والكثير خاصة أنني التقيت بالكثير من القمم وتعلمت على أيديهم ومن هؤلاء الشيخ

الشحات محمد أنور والشيخ فتحي المليجي والشيخ محمد أحمد شبيب رحمهم الله جميعا.

- من صاحب الفضل فى وصولك للإذاعة المصرية وقد كان سبب في تحقيق حلمك الكبير؟ وكيف ذلك؟

صاحب الفضل في هذا هو الشيخ محمد السيد ضيف وهو من أتى لي أول مرة وحفزني للالتحاق بالإذاعة وشجعني على ذلك

ليس هذا فحسب بل وكتب لي الطلب بعد أن سمعنى أقرأ وأبتهل ونصحني بالذهاب إلى عمنا الشيخ إبراهيم الإسكندراني

للتدريب على الأداء وتعلم المقامات فذهبت بالفعل للشيخ إبراهيم وتعلمت على يديه الكثير والكثير ليصنع مني شخصا جديدا

محترفا في الأداء.

ـ هل كان للعلماء دور فى نشاتك؟ وكيف ذلك؟

نعم كان للعلماء دور كبير فى نشأتي فلقد تقابلت مع أعظم الشخصيات وتعلمت منهم الكثير والكثير وأذكر أنني شرفت بلقاء فى

محلة زياد وكان مع فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض وشرفت بصحبته وتعلمت منه أخلاق العلماء الأجلاء ومرة فى السيد

البدوى كنت بصحبة سيدنا الشيخ عبد العزيز حصان وغيرها من اللقاءات مع السادة العلماء.

- كيف ومتى كان اختبار الإذاعة؟ وكيف عشت أجواء الاختبار؟

كان الاختبار عام 2003م وكانت أجواء الاختبار فيها رهبة نظرا لأن أعضاء اللجنة كانوا أساتذة كبارا يعلوهم الوقار والقيمة

العلمية الكبيرة والتاريخ العريق وفي أول الأمر أخذت مهلة ستة أشهر عدت بعدها بأداء قوي أمام اللجنة والحمد لله ليكون رد

فعلهم يحمل الإعجاب والثناء على الأداء فأتمكن من اجتياز الاختبار ويتم اعتمادي كمبتهل بالإذاعة المصرية.

- الإذاعة والحفلات الأهلية ميدانان مختلفان لكل منهما جمهوره كيف استطعت الجمع بينهما؟

الحمد لله لو فهمت مقدار المستمعين فى أي مكان تستطيع أن تبدع وخاصة إذا ملكت كلمة قيمة ووهبك الله حسن الصوت والاداء

الجميل .فلقد احتككت بعمالقة الابتهالات فى الإذاعة قبل اعتمادى وعاصرت الكثير فى حفلات خارجية وتعلمت كيف تعطي كل

مستمع ما يخصة فالتعامل مع أذن المستمع فن لا يحسنه الجميع فالإذاعة لها قدرها وصيتها ولا يجب الاستهانة بها وبدورها

مهما كان التمكن أما الجماهير فهم العمق الحقيقي لكل موهبة وهم الوقود الذي يدفع المبدع لقمة الإبداع لذلك من يذوب في

إحساس الجماهير أخرج الروائع التي لم يتوقعها هو نفسه علاوة على إبهار الجماهير بإمكاناته لكن الإخلاص يجب أن يكون

أساسا في جميع الأحوال حتى يبارك الله في العطاء وأن يُتقبل.

ـ ما هو الابتهال او الأنشودة التي كان لها الأثر في مشوارك ولا تنساها؟

قصيدة كانت كلماتها وليدة الموقف بعنوان وداعا وكانت فى وفاة سيدنا الشيخ السيد متولى عبد العال وقد أنشدتها في عزاءه وفي

ليلة تكريمه وكذلك في يوم وفاة والدة الأخ والصذيق محمود الجندى وقد أثرت تأثيرا كبيرا فى الناس ومطلعها يقول: كل من

يعشق محمدا ينبغي ألا ينام ...قد أتانا بالرسالة المظلل بالغمام ... وهناك قصائد أخرى رائعة لكل منها رسالة خاصة ومعنى

هادف.
ـ ما دور الأنشودة والابتهال فى الرقي بالمجتمع من وجهة نظرك؟

الأنشودة لها أثر كبير عند المستمع فما إن تذوّق حلاوتها لا ينساها ونحن نسمع بعض الناس يردد آيات سمعها من فلان أو

ابتهالا أو جملا منه وهو لا يقرأ فلقد أثرت فيه لدرجة العشق فلا شك أن للابتهال والأنشودة دورا مهما في حياة الناس فهي

تهذب الأخلاق وترتقي بالأرواح وتسمو بالنفوس وتذكّر الناس بقيم الدين وثوابته بل وتخاطبهم للحفاظ عليها.

- يرى كثير من المبتهلين أن الابتهالات وقتها قليل فى وقت الإذاعة وتحتاج إلى مساحة أكبر من الوقت فما رأيك؟

شيء لا ينكر، انا أترك سكني وأسافر للفجر أو أمسية ويتاح لي فقط من خمس إلى عشر دقائق والفجر ممكن من عشر دقائق

إلى ربع ساعة مع الأذان لا أجد هناك معنى أن أقول فى أمسية نصف ساعة ويذاع سبع دقائق كما أنه أين دور المبتهلين فى

تسجيل الأذان بأصواتهم كالقراء؟ ومن هنا أطالب بأن يسجل المبتهلون الأذان بأصواتهم وتذاع كل الأصوات بالتناوب وبالتالي

يكون هناك تكافؤ بين الجميع.