أ/ مجدى حجاج
استشارى أسرى وتربويإشكالية عظيمة يواجها أبنائنا، بل حتى الكثير منا ان لم يكن الجميع إلا نفر قليل وتتمثل الإشكالية فى ما وصل إليه حالنا من تأخر ورجعية وتخلف عن كل ركب.
نحن ندعى أننا أصحاب ديانة سماوية صحيحة وقويمة ونقية (وهى كذلك بالفعل) وندعى أن لنا تاريخ عظيم جدا لم يكن لأمة غيرنا نحن العرب، ولكن على أرض الواقع نحن فى ذيل الأممفنحن نعيش على استهلاك مصنوعات ومنتجات الغير وحضارة وثقافة الغير من كل الملل والنحل فماذا؟
حار الكثيرون فى فهم تلك الإشكالية وسببها وما آل اليه حالنا من تأخر وتدهور وتدنى.فذهب فريق ممن يردون اللحاق بركب الحضارة إلى أنه يجب علينا حتى نلحق بهم أن نتخلى عن كل العوائق المانعة من اللحاق بالركب وان نفعل مثلما فعلوا تماما وعلى رأس هذا الفريق (طه حسين – قاسم أمين) وغيرهم كثير حتى فى عصرنا الحالى من يرى أن مصر لولا الفتح الإسلامى لكانت مثل روما وهذا ضعف ووهن ليس بعده وهن فكما يقول العلامة ابن خلدون (أن الضعيف شغوف بتقليد القوى فى كل شيء حتى يرى انه صحاب الفضل وهو بتقليده جدير) وقطعا ليس الصواب فى هذا، على حين يرى آخرون ممن ينتمون الى نصرة الدين ورفعته أن تحقيق النهضة والتقدم والرقى والحضارة تكمن فى التمسك بالدين وترك كل ما يمثله الغير من أصحاب الملل والنحل لانهم على غير النهج الصحيح والفهم السليم لهذا الكون لانهم لا يتبعون (كتالوج) الكون (إن جاز التعبير) فهم أصحاب الرسالة المستدامة الى قيام الساعة وفى كتابهم الحق كله وما سواه باطل لا يهدى الى طرق الخير أمثال (الامام محمد عبده)، وقد جاوزهم الصواب وان صدقت نياتهم وخلص عملهم فهو لا يحمل وعى خالص كان عليه الاولون من العصور المتقدمة فى الإسلام.
فأين السبيل وكيف نحقق هذه المعادلة الصعبة؟
والحل ذهب إليه نفر من أهلنا ولكن لم يكن لهم ذائع الصيت والشهرة كما كان لغيرهم فقد جمعوا بين الامرين فقالوا ديننا صحيح وسليم لا شك فيه وهو يصلح لكل زمان ومكان بفهم حديث حتى يتواكب مع اهل كل زمان بمعطياتهم ورؤية شمولية وقد كانوا اعلام يشار اليهم بالبنان من غير أهلهم للأسف الشديد وعلى رأسهم
فيلسوف النهضة (مالك بن نبي)عظيم الجزائر والمتوفى فى 31/10/1973والذى كانت بلاده خاضعة للاحتلال الفرنسى وقد كتب بالفرنسية فى شرح النهضة وكيف نتمسك بالحق ونتعلم من الغير وحتى الان لم تنل كتابته حقها وقيمتها عند العرب والمسلمين
والعلامة د/ محمد عبد الله دراز (رحمة الله تعالى عليه) المتوفى 23/6/ 1932والذى خاطب الغرب بلغتهم وأبهرهم بما عندنا من الخير والعلامة د/ رشدى فكار الذى كان علما يفخر الفرنسيون به حتى جعلوه فى لجنة تقييم علماء فرنسا ولم يسبقه إليه أحد من العرب أو المسلمين وكان الحل الذى ذهب اليه ذلك الفريق من الفضلاء واهل العلم هو الجمع بين الحق والخير والتقدم والعمل بالعلم والتعلم والفهم الصحيح لكتاب الله بوعى وادراك ولا نغفل فى عصرنا الحالى العلامة الشيخ/ محمد الغزالى (رحمه الله).
ما هو الحل؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة